كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
كشف ضباط في وحدات استخبارات إسرائيلية معطيات جديدة حول عملية اغتيال الأمين العام السابق لـ«حزب الله»، حسن نصر الله، التي نفّذتها إسرائيل في الضاحية الجنوبية لبيروت في سبتمبر/أيلول 2024. وتُظهر التفاصيل أن العملية لم تكن مجرد ضربة جوية عادية، بل خُطط لها بدقة استخبارية عالية تمتد لسنوات.
ووفقاً لما أوردته صحيفة عبرية، عملت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية على جمع كم هائل من المعلومات حول مواقع اختباء نصر الله وحاشيته داخل بيروت، التي تبين أنها تشمل شبكة معقدة من المخابئ والأنفاق تحت المباني السكنية، وكان فهم هذه الشبكة أساسياً لتحديد الهدف بدقة.
وقالت إحدى الضابطات المشاركة في التخطيط إن العمل استغرق أسابيع من التحليل لتحديد المداخل والممرات الرئيسية للمخبأ، وذلك تمهيداً لتوجيه 83 قنبلة على الموقع المستهدف بهدف ضمان القضاء على نصر الله وأعضاء القيادة العسكرية لحزب الله، حسبما نقلت الصحيفة عن المسؤولين الإسرائيليين.
وأشار الضباط أيضاً إلى أن العملية تضمنت قصفاً ليس فقط للغرف التي يُعتقد أن نصر الله كان موجوداً فيها، بل للتقاطعات القريبة من الأنفاق أيضاً لمنع أي محاولة هروب. وأضافوا أن العملية، التي أطلق عليها اسم “النظام الجديد”، أسفرت عن مقتل نحو 30 عنصرًا من حزب الله من بينهم قادة بارزون في التنظيم.
وتعكس هذه التفاصيل حجم التحضير الاستخباراتي الكبير الذي سبق تنفيذ العملية، فضلاً عن التعقيدات التي تواجهها الأجهزة الأمنية في التعامل مع قادة يختبئون داخل بنى تحتية معقدة. وعلى الرغم من أن إسرائيل ترى أن العملية أضعفت قدرات حزب الله، إلا أن مراقبين يؤكدون أن التنظيم لا يزال يمتلك ترسانة صاروخية وقوة بشرية كبيرة، وقد يتصرف بشكل مختلف في أي مواجهة مستقبلية.


