كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
أطلقت وزارة الحرب الأمريكية البنتاغون خطة شاملة لإعادة توزيع السلطة بين كبار القادة العسكريين، في خطوة تعكس *تحوّلاً إستراتيجيًا عميقًا في عقلية إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تهدف إلى تقليص النفوذ التقليدي للهيئات الإقليمية داخل الجيش، ما أثار تساؤلات واسعة حول طبيعة القيادة في الجيش الأمريكي تحت الإدارة الحالية.
وتستند الخطة، وفق ما نقلته تقارير صحفية غربية، إلى إعادة هيكلة شاملة للقيادات العسكرية العليا داخل المؤسسة العسكرية، بما في ذلك تقليص نفوذ القيادات الإقليمية التقليدية مثل قيادة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، ونقل صلاحياتها إلى هيئات مركزية جديدة مثل القيادة الدولية والقيادة الأمريكية للقوات (أمريكوم)، وذلك بهدف تسريع عملية اتخاذ القرار في الأزمات العالمية وتقليل التأخير الناتج عن التسلسل الهرمي التقليدي للجيش.
وقالت مصادر صحفية إن هذه التغييرات المقترحة، التي يدعمها وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، تشكل أحد أكبر التحولات في قيادة الجيش منذ عقود، ما قد يعيد رسم خرائط النفوذ والهيمنة داخل المؤسسة العسكرية، ويُحدث تحوّلات جذرية في دور كبار الجنرالات داخل سُلّم القيادة.
وأكدت الصحيفة أن هذه الخطط لا تزال قيد الدراسة، لكن إذا تم تنفيذها بشكل كامل فقد تكون لها تأثيرات بعيدة المدى على بنية القيادة الأمريكية حول العالم، بما في ذلك دور قادة القوات التقليديين في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا الذين كانوا يُعتَمد عليهم كركائز رئيسية في الاستراتيجية العسكرية الأمريكية لسنوات.
وتعكس هذه الإجراءات توجهات الإدارة الحالية نحو مركزية أكبر في اتخاذ القرار العسكري وربط الجيش بشكل أوثق بالرئيس ووزير الدفاع، وهو ما أثار بعض التحفظات بين الخبراء العسكريين الذين يرون أن القيادة المركزية قد تقلل من الاستفادة من الخبرة الإقليمية المتخصصة في إدارة الملفات المحلية المعقدة.
حتى الآن لم يصدر تعليق رسمي من البنتاغون حول تفاصيل الخطة، لكن ما كشفته الصحف عن هذه التحولات يشير إلى مرحلة جديدة في قيادة الجيش الأمريكي في ظل إدارة ترامب، حيث يتم السعي إلى توحيد القرار وتقليص نفوذ القيادات التقليدية لصالح هيكلة أكثر تركيزًا في أعلى هرم المؤسسة العسكرية.


