كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
أثار رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، فيليكس تشيسكيدي، جدلاً واسعاً بعد تصريحاته التي وصف فيها القوات المسلحة في بلاده عند توليه الحكم بأنها كانت “جيشاً من المتشردين”، وهو وصف أثار ردود فعل وانتقادات واسعة في الأوساط السياسية والشعبية داخل وخارج البلاد.
وبرر تشيسكيدي، في تصريحات لاحقة خلال مؤتمر صحافي، أن مقصدَه من هذا التعبير كان انتقاد الظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها الجنود والنيّة في تحسين وضعهم المادي والمعنوي، مؤكدًا احترامه واعتزازه بالقوات المسلحة وبتضحيات الجنود، خاصة في مواجهة التحديات الأمنية في شرق البلاد.
وأعلن الرئيس الكونغولي، في إطار جهود دعمه للقوات المسلحة، مضاعفة رواتب الجنود تقريبًا من نحو 100 دولار إلى حوالي 200 دولار، في محاولة لتحسين مستوى حياة العسكريين الذين عانوا لسنوات من ضعف الموارد وضعف الدعم.
وتأتي تصريحات تشيسكيدي في سياق تدهور الأوضاع الأمنية في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث تستمر مواجهات مع حركة “إم 23” المتمردة، التي حققت تقدّمًا في مناطق عدة وتسببت في نزوح آلاف المدنيين وانتقادات للحكومة بسبب محدودية قدرات الجيش في التصدي لها.
وقد أثارت تصريحات الرئيس جدلاً واسعًا على منصات التواصل وفي الأوساط السياسية، بين من يرى أنها تمسّ من هيبة الجيش وتقلّل من شأن تضحيات القوات المسلحة، وبين من يعتبرها نداءً صريحًا لإصلاح الجيش وتحسين شروط خدمة الجنود، خاصة في ظل التحديات المعقدة التي تواجه البلاد في الشرق الغني بالموارد.
في الوقت نفسه، يستمر تشيسكيدي في السعي لحشد دعم دولي وإقليمي لمواجهة الأزمة الأمنية، بما في ذلك التشاور مع دول مجاورة مثل أنغولا، في محاولة لإيجاد حلول سياسية وأمنية للنزاع المتصاعد في شرق البلاد.


