كتب : دينا كمال
تدهور حاد في القطاع الصحي بشمال كردفان
حذّرت إدارة المستشفيات بوزارة الصحة السودانية، الثلاثاء، من أزمة صحية خانقة تشهدها ولاية شمال كردفان، نتيجة النقص الكبير في الكوادر الطبية وشح الموارد، بالتزامن مع تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية.
وأفادت الوزارة بأن 6 مستشفيات فقط من أصل 27 مستشفى ما زالت تعمل ويمكن الوصول إليها، في حين خرجت بقية المرافق الصحية عن الخدمة أو أصبح الوصول إليها متعذراً.
ودعت الصحة السودانية المنظمات الإنسانية إلى تدخل عاجل لدعم ما تبقى من المنشآت الطبية في الولاية، محذّرة من تفاقم الوضع الصحي إذا استمر تراجع الخدمات.
ويأتي ذلك في ظل تمدد قوات الدعم السريع شرقاً داخل إقليم كردفان الغني بالنفط، والمكوَّن من ثلاث ولايات، عقب سيطرتها في أواخر أكتوبر الماضي على مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور.
ويُعد إقليم كردفان منطقة استراتيجية ذات أهمية لوجستية وعسكرية، نظراً لموقعه الرابط بين المناطق التي يسيطر عليها الجيش في الشمال والشرق والوسط، وإقليم دارفور غرباً، إضافة إلى شهرته بالزراعة وتربية الماشية.
وفي السياق ذاته، أكد وزير الإعلام والناطق الرسمي باسم حكومة ولاية شمال كردفان، عبد المطلب عبد العال، أن قوات الدعم السريع تواصل استهداف الطريق القومي الرابط بين مدينتي الأبيض والدلنج، ما أدى إلى استهداف شاحنات تجارية خلال الأيام الماضية.
وأوضح أن الشاحنات المستهدفة لا تحمل أي إمدادات عسكرية، بل كانت تنقل أدوية منقذة للحياة ومواد غذائية مخصصة للمدنيين، خاصة النازحين الذين لجأوا إلى مدينة الأبيض، التي تستضيف حالياً أكبر عدد من النازحين في البلاد.
وشدد الناطق الرسمي على إدانة حكومة الولاية لما وصفه بالانتهاكات المتكررة ضد الأعيان المدنية، داعياً الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية إلى تكثيف جهودها الإنسانية لمواجهة تزايد أعداد النازحين القادمين من دارفور.


