كتب : دينا كمال
ترامب يلاحق «بي بي سي» قضائياً بتهمة تشويه سمعته بسبب خطاب الكونجرس
رفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب دعوى قضائية ضد هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» متهماً إياها بالتشهير، على خلفية عرض مقاطع محررة من خطاب ألقاه خلال أحداث اقتحام مبنى الكونجرس في يناير 2021، معتبراً أن التغطية الإعلامية قدمت رواية مضللة عنه.
واتهم ترامب الهيئة البريطانية، الممولة من القطاع العام، بدمج أجزاء منتقاة من خطابه، من بينها دعوته أنصاره للتوجه في مسيرة إلى مبنى الكونجرس، إلى جانب استخدام عبارة «قاتلوا بشراسة»، مع حذف مقطع دعا فيه إلى الاحتجاج السلمي، ما أعطى – بحسب قوله – انطباعاً خاطئاً بأنه حرّض على العنف.
وأقرت هيئة الإذاعة البريطانية بوقوع «خطأ في التقدير» واعتذرت لترامب، معترفة بأن أسلوب التحرير قد يكون أوحى بدعوة مباشرة لأعمال عنف، لكنها شددت في المقابل على عدم وجود أساس قانوني يبرر مقاضاتها.
ويشير قانونيون بريطانيون إلى أن تمويل «بي بي سي» عبر رسوم ترخيص إلزامية قد يجعل أي تعويض محتمل مصدراً لحساسية سياسية داخل بريطانيا.
أزمة داخلية واستقالات
وقالت الهيئة، التي تواجه واحدة من أخطر الأزمات في تاريخها الممتد لأكثر من قرن، إنها لا تعتزم إعادة بث الفيلم الوثائقي محل الجدل على أي من منصاتها.
وأدى الخلاف حول المقطع، الذي عُرض ضمن برنامج «بانوراما» الوثائقي قبيل الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024، إلى أزمة علاقات عامة حادة داخل المؤسسة، انتهت باستقالة اثنين من كبار مسؤوليها.
وأكد محامو ترامب أن ما حدث ألحق به أضراراً جسيمة على مستوى السمعة والخسائر المالية، بينما خضع الفيلم لمراجعة دقيقة بعد تسريب مذكرة داخلية أعدها مستشار خارجي للمعايير، أبدت مخاوف بشأن طريقة تحرير المحتوى، في إطار تحقيق أوسع حول شبهات التحيز السياسي.
الدعوى رُفعت في الولايات المتحدة
ورجّحت مصادر قانونية أن يكون ترامب قد رفع الدعوى في الولايات المتحدة نظراً لأن قوانين التشهير في بريطانيا تشترط تقديم الدعاوى خلال عام واحد من النشر.
ولمواجهة الحماية الواسعة التي يكفلها الدستور الأميركي لحرية التعبير والصحافة، يتعين على ترامب إثبات أن التعديل كان كاذباً ومقصوداً، وأن الهيئة تصرفت بسوء نية أو بتهور مهني.
ويرى خبراء قانونيون أن «بي بي سي» قد تدفع بأن الوثائقي كان دقيقاً في مجمله، وأن قرارات التحرير لم تخلق انطباعاً مضللاً، كما يمكنها المجادلة بأن البرنامج لم يلحق ضرراً فعلياً بسمعة ترامب.
وسبق لوسائل إعلام أميركية أخرى أن توصلت إلى تسويات مع ترامب، من بينها شبكتا «سي بي إس» و«إيه بي سي»، عقب دعاوى قضائية رفعها بعد فوزه في انتخابات نوفمبر 2024، كما أقام دعاوى مماثلة ضد صحف أميركية كبرى نفت جميعها ارتكاب أي مخالفات.
يُذكر أن اقتحام مبنى الكونجرس في السادس من يناير 2021 جاء في محاولة لعرقلة المصادقة على فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2020.


