كتب : دينا كمال
قطعة من مرسيدس تظهر في معظم سيارات كوينيجسيج الخارقة
تكشف هذه القصة عن تفصيلة غير متوقعة تُعد قاسمًا مشتركًا بين معظم سيارات كوينيجسيج الخارقة، إذ تعتمد الشركة السويدية على قطعة مصدرها مرسيدس-بنز في عدد كبير من طرازاتها عالية الأداء.
وعند الحديث عن سيارات كوينيجسيج محدودة الإنتاج، يتبادر إلى الأذهان عالم من الابتكار الهندسي والتقنيات المتطرفة والمحركات الفريدة. غير أن ما قد يثير الدهشة هو أن إحدى القطع المستخدمة في هذه السيارات ليست سويدية الصنع، بل جاءت من شركة ألمانية عريقة.
ورغم شهرتها بتطوير حلولها الخاصة، لجأت كوينيجسيج في إحدى التفاصيل الذكية إلى قطعة جاهزة من مرسيدس، في خطوة تعكس تركيزها على توجيه الجهد الهندسي نحو العناصر التي تؤثر مباشرة على الأداء.
لماذا تستخدم كوينيجسيج قطعة مرسيدس؟
على عكس الاعتقاد السائد، لا يتم تصميم كل جزء في السيارات الخارقة من الصفر، إذ إن تطوير جميع المكونات داخليًا يتطلب استثمارات ضخمة بملايين الدولارات. ولهذا، تعتمد بعض الشركات، حتى الأكثر تطرفًا، على قطع جاهزة في الأجزاء التي لا تؤثر على هوية السيارة أو تجربة قيادتها.
وانطلقت كوينيجسيج من هذا المبدأ، فاختارت توجيه مواردها نحو تطوير المحركات والديناميكا الهوائية وأنظمة نقل الحركة، بينما استعانت بحل جاهز وفعال لمسّاحات الزجاج الأمامي.
مسّاحة مرسيدس الأحادية… فكرة سبقت عصرها
تعود القصة إلى عام 1982، عندما طورت مرسيدس-بنز نظام المسّاحة الأحادية الشهير Monoblade، والذي يعتمد على ذراع واحدة تتحرك بنمط يشبه حرف M، ما يسمح بتنظيف مساحة أكبر من الزجاج الأمامي مع تقليل مقاومة الهواء، وهو عامل حاسم عند السرعات العالية.
ورغم عبقرية الفكرة، إلا أن تعقيدها الميكانيكي وتكلفتها المرتفعة دفعا مرسيدس إلى التخلي عنها في أواخر التسعينيات.
كوينيجسيج تعيد إحياء الفكرة
بينما أنهت مرسيدس العمل بهذه التقنية، رأت كوينيجسيج فيها فرصة مثالية، لتبرم اتفاقًا لاستخدام مسّاحة Monoblade في أول سيارة إنتاجية لها، كوينيجسيج CC8S عام 2002.
ومنذ ذلك الحين، أصبحت هذه المسّاحة جزءًا أساسيًا في معظم سيارات كوينيجسيج، بدءًا من CCX وأجيرا، وصولًا إلى ريجيرا، لما توفره من كفاءة هوائية وقدرة مثالية على تنظيف الزجاج الأمامي المنحني في سيارات السرعات القصوى.
نهاية الاعتماد وبداية الابتكار
مع إطلاق كوينيجسيج CC850، لم تعد مسّاحة مرسيدس قادرة على تلبية المتطلبات التصميمية الجديدة، خصوصًا مع انخفاض الزجاج الأمامي وزيادة انسيابيته.
وعند هذه المرحلة، قررت كوينيجسيج تطوير نظامها الخاص بالكامل، حيث صممت مسّاحة جديدة بذراع قابل للتمدد والانكماش أثناء الحركة، لتغطية مساحة أكبر من أي نظام تقليدي، مع الالتزام الكامل بالمعايير والقوانين.
وأوضح كريستيان فون كوينيجسيج، مؤسس ورئيس الشركة، أن هذا النظام يُعد تطورًا طبيعيًا لفكرة مرسيدس الأصلية، ولكن بمستوى هندسي يتناسب مع متطلبات سيارات المستقبل.
فلسفة كوينيجسيج في الهندسة
ورغم بساطة مسّاحة الزجاج كفكرة، فإنها تعكس جوهر فلسفة كوينيجسيج القائمة على:
استخدام أفضل الحلول المتاحة
تطوير ما يؤثر فعليًا على الأداء
تجنب إهدار الموارد على تفاصيل لا تضيف قيمة حقيقية
ولهذا، لا تُعد سيارات كوينيجسيج مجرد أرقام قوة وتسارع، بل نماذج هندسية متقدمة تجسّد الابتكار في أدق التفاصيل.


