كتب : دينا كمال
تقرير أميركي: نموذج «كيمي» يعكس تصاعد قدرات الصين في الذكاء الاصطناعي
سلّط تقرير حكومي أميركي حديث الضوء على شركة Moonshot AI الصينية، مطوّرة روبوت الدردشة «كيمي»، باعتبارها نموذجًا يعكس العمق المتنامي لصناعة الذكاء الاصطناعي في الصين، في إشارة إلى أن بكين لم تعد تعتمد على شركة واحدة فقط في سباق النماذج المتقدمة.
وأوضح مركز معايير وابتكار الذكاء الاصطناعي (CAISI) التابع لوزارة التجارة الأميركية أن عددًا متزايدًا من الشركات الصينية بات يطوّر نماذج ذكاء اصطناعي مفتوحة الأوزان بمستوى عالمي، وليس شركة ديب سيك وحدها كما كان يُعتقد سابقًا.
ويُعد هذا التقرير ثاني تقييم رسمي تصدره الحكومة الأميركية بشأن شركات صينية رائدة في هذا المجال، بعد أن دعا الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في «خطة عمل الذكاء الاصطناعي» المعلنة في يوليو الماضي، إلى إجراء تقييمات رسمية لقدرات النماذج الصينية المتقدمة ومستويات الرقابة المفروضة عليها.
وكان التقرير الأول، الصادر أواخر سبتمبر، قد ركّز على شركة ديب سيك، واعتبر أن نماذجها قد تشكل مخاطر على الأمن القومي الأميركي، مع الإقرار في الوقت نفسه بتنامي شعبيتها عالميًا.
وفي تقريره الأحدث، قيّم المركز نموذج Kimi K2 Thinking الذي أطلقته شركة Moonshot في نوفمبر الماضي، والذي لفت أنظار مجتمع الذكاء الاصطناعي بقدراته القوية في الكتابة، وجرى تشبيهه بما عُرف بـ«لحظة ديب سيك» من حيث الكفاءة وانخفاض التكلفة.
لكن التقرير أشار إلى أن النموذج لم يحقق انتشارًا واسعًا مقارنة بنموذج R1 من ديب سيك أو نموذج gpt-oss المفتوح من OpenAI، استنادًا إلى أرقام التحميل على منصة المطورين مفتوحة المصدر Hugging Face.
كما أوضح أن «كيمي» يتأخر في بعض القدرات عن نماذج أميركية أقدم، مثل GPT-5 من OpenAI وOpus 4 من Anthropic، لا سيما في مجالات الهندسة البرمجية المتقدمة والمهام السيبرانية المعتمدة على الوكلاء الأذكياء.
رقابة مشددة بالصينية وأخف بلغات أخرى
ولفت التقرير إلى أن نموذج Moonshot يخضع لرقابة صارمة عند استخدامه باللغة الصينية، في حين يبدو أقل خضوعًا للرقابة عند التفاعل باللغات الإنجليزية أو الإسبانية أو العربية.
واستند هذا التقييم إلى معيار داخلي يحمل اسم CCP-Narrative-Bench، يتضمن أسئلة تُعد حساسة سياسيًا بالنسبة للحزب الشيوعي الصيني، دون نشر هذا المعيار للعامة.
ويمثل ذلك المرة الأولى التي يوسّع فيها المركز الأميركي اختبارات الرقابة لتشمل مخرجات النماذج باللغتين الإسبانية والعربية.
كما شمل التقييم نموذج Qwen3-Next من «علي بابا كلاود»، الذي وُصف بدوره بأنه أكثر خضوعًا للرقابة باللغة الصينية مقارنة باللغات الأخرى، في نمط مشابه لنماذج ديب سيك وMoonshot.
ولم يوضح المركز المنهجية التفصيلية المستخدمة في التقييم، لكنه أشار إلى أن اختبارات سابقة أُجريت عبر تشغيل النماذج على خوادمه الخاصة، وليس من خلال واجهات البرمجة الرسمية، مع التأكيد على أن النتائج قد تختلف باختلاف طريقة الوصول.
صعود متسارع للشركات الصينية
وتُعد Moonshot AI، المدعومة من مجموعة علي بابا، من بين أعلى شركات الذكاء الاصطناعي الصينية من حيث التقييم، إذ تشير تقارير إلى اقترابها من جولة تمويل قد ترفع قيمتها إلى نحو 4 مليارات دولار.
كما جرى إدراج الشركة هذا الأسبوع ضمن قائمة بارزة لمطوري النماذج المفتوحة عالميًا، إلى جانب ديب سيك وعلي بابا كلاود، وفق نشرة متخصصة في متابعة تطورات الذكاء الاصطناعي.
وأشار التقرير ذاته إلى شركات صينية أخرى بارزة تسهم في مشهد الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر عالميًا، من بينها MiniMax في شنغهاي وZhipu AI في بكين، وسط تقارير عن سعي الشركتين لطرح أسهمهما في بورصة هونغ كونغ.
وتعكس هذه التطورات، بحسب التقرير الأميركي، أن الصين باتت تمتلك منظومة أكثر عمقًا وتنوعًا في مجال الذكاء الاصطناعي، ما يرفع حدة المنافسة العالمية في هذا القطاع الاستراتيجي.


