كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
اكتشف علماء آثار في منطقة Balcón de Montezuma بولاية تاماوليباس في المكسيك جمجمة بشرية غير اعتيادية يبلغ عمرها نحو 1400 عام، تعود لرجل توفي في سن يقارب الأربعين خلال الفترة الكلاسيكية لحضارات ميسوامريكا القديمة بين القرنين الخامس والتاسع الميلاديين.
ويميز هذا الاكتشاف شكل الجمجمة الذي يبدو مكعبًا أو متعدد السطوح (parallelepiped)، وهو شكل نادر في البقايا البشرية، ويُعتقد أنه ناتج عن تعديل مقصود في التشكل القحفي لأغراض ثقافية واجتماعية داخل المجتمع الذي عاش فيه الفرد.
وقال علماء الأنثروبولوجيا المشاركون في الدراسة إن هذا التغيير الشكلاني في الجمجمة قد يكون مؤشرًا على هوية اجتماعية أو طبقية أو دينية، وقد كان مرتبطًا بتقاليد ثقافية مميزة لمجموعة محددة في تلك الحقبة، تختلف عن أشكال التعديل القحفي المعروفة في مواقع أخرى بالمنطقة.
وكشفت الاختبارات الكيميائية على العظام والأسنان أن هذا الشخص وُلد وعاش ومات في نفس المنطقة، مما يشير إلى أن هذه الممارسة لم تكن واردة من انتقال الشعوب، بل كانت جزءًا من العادات المحلية المتوارثة.
🔎 ما وراء الشكل الغريب:
تُعتبر مثل هذه التعديلات للقحف من بين أشكال التمييز الثقافي التي كانت منتشرة في بعض حضارات أمريكا الوسطى القديمة، حيث كان يُنظر إلى شكل الرأس غير الطبيعي غالبًا كعلامة على الانتماء للطبقة العليا أو لمجموعة روحية خاصة، وتتم خلال السنوات الأولى من حياة الطفل عبر ضغط الرأس بأدوات أو أقمشة معينة.
يشكل هذا الاكتشاف أحد أندر الأدلة على الممارسات الثقافية والاجتماعية المعقدة في حضارات الميسواميريكا قبل الميلاد، ويضيف فهمًا جديدًا لطبيعة المعتقدات والطقوس الاجتماعية التي كانت سائدة قبل أكثر من ألف سنة في المكسيك الحالية.


