كتب : دينا كمال
فولكس فاجن بيتل كهربائية بمحرك تسلا وبطاريات بورش
ارتبط اسم سيارة فولكس فاجن بيتل لعقود طويلة بالتصميم الكلاسيكي البسيط وصوت محركها الهوائي الشهير، إلا أن نسخة معدلة ظهرت مؤخرًا لتقلب هذه الصورة رأسًا على عقب.
وعلى الرغم من مظهرها الخارجي الهادئ، تتحول هذه البيتل عند الضغط على دواسة التسارع إلى سيارة كهربائية عالية الأداء، قادرة على توليد قوة صادمة تبلغ 601 حصان، مع انطلاق صامت ودخان يتصاعد من الإطارات.
وتعود قصة المشروع إلى سيارة فولكس فاجن بيتل 1303 موديل 1975، التي عُثر عليها في مكب سيارات بولاية كاليفورنيا الأميركية، حيث شكّل هيكلها المتضرر قاعدة مثالية لمشروع تحويل جريء حمل اسم Knepper 1303 RS-E.
وخلال عملية الترميم، جرى تفكيك السيارة بالكامل تقريبًا، وإعادة بنائها من الصفر، مع الحفاظ على روح البيتل الأصلية، إلى جانب إدخال لمسات عصرية ذات طابع رياضي قوي.
وأسفرت النتيجة عن هيكل بلون أزرق Marathon Blue، مع تعديلات شملت رفارف خلفية أعرض مصنوعة من ألياف الكربون، وجناح خلفي كربوني لتحسين الثبات، مع الاحتفاظ بمظهر كلاسيكي يخفي قدرات أداء خارقة.
وعلى صعيد منظومة الدفع، تم الاستغناء عن محرك البوكسر الهوائي التقليدي، واعتماد محرك كهربائي مستمد من سيارة تسلا موديل S Performance، إلى جانب حزم بطاريات مأخوذة من بورش تايكان بعدد 17 وحدة.
وتبلغ قوة السيارة على الحلبة 601 حصان، بينما جرى تقييدها إلى 200 حصان للاستخدام على الطرق العامة وفق قوانين TÜV الألمانية، مع عزم دوران يصل إلى 702 نيوتن متر.
ورغم هذا التقييد، تحقق السيارة تسارعًا لافتًا من الثبات إلى 100 كيلومتر في الساعة خلال 2.9 ثانية فقط، مع مدى قيادة كهربائي يتراوح بين 100 و250 كيلومترًا حسب أسلوب القيادة، ودعم للشحن عبر CCS أو الشحن المتناوب AC باستخدام محول.
وفيما تنتقل الطاقة مباشرة إلى العجلات الخلفية دون ناقل حركة تقليدي، حصلت السيارة على تجهيزات تقنية متقدمة للسيطرة على القوة، شملت نظام تعليق مستمد من بورش 944، ومكابح من بورش 944 Turbo S مع أقراص أمامية من بورش 964، إلى جانب إطارات رياضية وجنوط قياس 17 إنش من فئة Porsche Cup.
وعلى مستوى المقصورة، حافظت السيارة على طابعها البسيط، مع إزالة دواسة القابض وناقل الحركة، وإضافة لوحة تحكم رقمية خاصة بالنظام الكهربائي، ومقاعد رياضية من ريكارو، ونظام تدفئة كهربائي مخفي.
وفي اختبار عملي بعيدًا عن العروض الاستعراضية، أثبتت هذه البيتل الكهربائية المعدلة قدرتها على الاستخدام اليومي، بعدما قطعت أكثر من 8 آلاف كيلومتر عبر عدة دول أوروبية، وصولًا إلى المغرب، دون تسجيل أعطال تقنية تُذكر.
وتؤكد هذه التجربة أن السيارات الكلاسيكية قادرة على العودة للحياة بروح جديدة، تجمع بين الأداء الفائق والتقنيات الكهربائية الحديثة، في مشروع يبرهن أن المستقبل لا يلغي الماضي، بل يعيد تقديمه بأسلوب مختلف.


