كتب : دينا كمال
عادات يومية تُضعف صحة البنكرياس دون انتباه
يُعد البنكرياس أحد الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان، إذ يعمل بصمت داخل تجويف البطن، ويتولى وظيفتين أساسيتين هما هضم الطعام عبر إفراز العصارات الهضمية، وتنظيم مستويات السكر في الدم من خلال إنتاج هرمونات مثل الأنسولين والجلوكاجون.
وغالبًا ما يتم تجاهل صحة البنكرياس حتى تبدأ المشكلات في الظهور، إذ يؤدي تراجع كفاءته إلى التهابات، ومقاومة الأنسولين، ومقدمات الإصابة بمرض السكري، إضافة إلى اضطرابات متعددة في الجهاز الهضمي.
ويمكن لاتخاذ خطوات بسيطة وفعالة أن يسهم في حماية البنكرياس والحفاظ على أدائه السليم لسنوات طويلة، ويأتي في مقدمتها التخلّي عن بعض العادات اليومية التي تُلحق الضرر بهذا العضو الحيوي دون أن يشعر الإنسان.
الإفراط في تناول السكر
يؤدي الإكثار من تناول الحلويات، بدءًا من الشوكولاتة والمشروبات السكرية، وصولًا إلى بعض الأطعمة المصنّفة على أنها صحية، إلى إرهاق البنكرياس بشكل كبير. ومع استمرار ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم، يُجبر البنكرياس على إفراز كميات متزايدة من الأنسولين، ما قد يؤدي بمرور الوقت إلى تراجع كفاءته وظهور مقاومة الأنسولين ومرحلة ما قبل السكري.
وترتبط زيادة استهلاك الأطعمة الغنية بالسكر بارتفاع خطر الإصابة بالتهاب البنكرياس المزمن، وفقًا لنتائج دراسات حديثة.
الإفراط في تناول الطعام
تؤثر هذه العادة سلبًا على دور البنكرياس في إنتاج الإنزيمات الهاضمة، إذ إن تناول الطعام بشكل متكرر أو بكميات كبيرة يدفعه إلى العمل بشكل مستمر، ما يزيد من احتمالات الالتهاب واضطرابات الهضم.
كما أن الاعتماد طويل الأمد على أنظمة غذائية غنية بالدهون أو البروتينات قد يؤدي إلى تلف مزمن في البنكرياس، فضلًا عن أن الإفراط في الطعام يزيد من خطر السمنة، التي تُعد عاملًا رئيسيًا في الإصابة بالتهاب البنكرياس الحاد.
التدخين
ولا يقتصر ضرر التدخين على الرئتين والقلب فحسب، بل يمتد ليشمل البنكرياس أيضًا، حيث تزيد المواد الكيميائية الموجودة في السجائر من معدلات الالتهاب والإجهاد داخل أنسجته.
وترتبط هذه العادة بزيادة خطر الإصابة بسرطان البنكرياس، نظرًا لاحتواء دخان السجائر على عشرات المواد المسرطنة المحتملة، ما يجعل الإقلاع عن التدخين خطوة محورية لتحسين الصحة العامة.
الضغط النفسي والإجهاد المزمن
يُشكّل التوتر المستمر عبئًا خفيًا على الجسم، إذ يؤدي ارتفاع هرمون الكورتيزول إلى اضطراب تنظيم سكر الدم، ما يضع ضغطًا إضافيًا على البنكرياس لإنتاج المزيد من الأنسولين.
وتشير الأبحاث إلى أن الإجهاد المزمن يرتبط بزيادة خطر الإصابة باضطرابات البنكرياس ونوبات الالتهاب، كما أن تأثير العادات اليومية لا يقتصر على المدى القصير، بل يمتد ليؤثر سلبًا على الصحة العامة مع مرور الوقت.
وإن استبدال العادات الضارة بنمط حياة صحي، يشمل التغذية المتوازنة، وتقليل التوتر، والابتعاد عن التدخين، يُعد خطوة أساسية للحفاظ على صحة البنكرياس وتقليل مخاطر الإصابة بمضاعفات خطيرة في المستقبل.


