كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
ترى أوساط سياسية وخبراء أن نشر الفصول والصور الجديدة من وثائق جيفري إبستين — رجل الأعمال الأميركي المدان بقضايا الاتجار الجنسي — أصبح يشكّل عبئًا ثقيلًا على الحزب الجمهوري وسياسات الرئيس السابق دونالد ترامب، وذلك مع اقتراب انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة.
وفقًا للمحللين، فإن استمرار تسريب هذه المواد، التي تتضمن صورًا لترامب بصحبة إبستين في مناسبات سابقة، يثير ضغوطًا متزايدة داخل البيت الجمهوري، ويؤدي إلى انسحاب بعض الشخصيات المقربة من دعم ترامب أو التراجع عن الارتباط به سياسيًا، في وقت يرى البعض أن هذه التسريبات قد تغيّر ميول الناخب الأمريكي في بعض الدوائر.
تداعيات محتملة على الحزب الجمهوري
يرى محللون أن كلما ظهرت فصول جديدة ومواد إضافية من ملفات إبستين — خاصة إذا تزامنت مع مراحل حاسمة في الحملة الانتخابية — فإن ذلك يزيد من التأثير السلبي على توجهات الناخبين لصالح الديمقراطيين، ويضع الحزب الجمهوري في موقف دفاعي محرج.
وقد تراجع بعض المسؤولين الجمهوريين الذين كانوا من أبرز المدافعين عن ترامب في السابق، فيما تعتبر مارجوري تايلور غرين من أبرز الأسماء التي انصرف دعمها عنه مؤخرًا.
الصور المثيرة للجدل وتأثيرها سياسيًا
نشرت لجنة الرقابة في مجلس النواب صورًا من أرشيف إبستين تظهر ترامب مع شخصيات بارزة، ما أعاد إشعال الجدل حول علاقاته مع إبستين، وسط اتهامات متبادلة بين الديمقراطيين والجمهوريين حول تسييس القضية.
وردّ ترامب على هذه الصور مؤخرًا قائلاً إنه لم يرها شخصيًا وأن ما فيها “ليس مهمًا”، لكنه أقر بأن إبستين كان معروفًا في الأوساط الاجتماعية بوجوده في أماكن متعددة وأن هناك صورًا له مع عدد كبير من الأشخاص.
الضغط داخل واشنطن
يأتي ذلك في وقت أقر فيه الكونغرس قانونًا يضغط على وزارة العدل لإطلاق معظم الملفات والوثائق المتعلقة بإبستين خلال مدة زمنية قصيرة، ما يُتوقع أن يكشف المزيد من المواد الحساسة.
وتعكس هذه التطورات توترًا سياسيًا داخل الحزب الجمهوري، حيث يسعى أعضاؤه إلى احتواء الأضرار المحتملة التي قد تلحق بحملة ترامب أو بمرشحين جمهوريين في الانتخابات المقبلة، في حين يرى الديمقراطيون أن هذه الوثائق توفّر فرصة لتعزيز حملاتهم الانتخابية والحصول على مزيد من الدعم من الناخبين الحائرين.
يستمر الصراع حول ملفات إبستين في تشكيل جزء مهم من النقاش العام في الولايات المتحدة، مع تأثير متصاعد على الحياة السياسية والتحالفات داخل كلا الحزبين الكبيرين.


