كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
جنيف/الخرطوم – أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أنّه سيخفض حصص الغذاء المقدّمة للمجتمعات السودانية التي تواجه خطر المجاعة بداية من شهر يناير/كانون الثاني 2026، بسبب نقص حاد في التمويل وإمكانية توقف الدعم في الأشهر المقبلة إذا لم تتوفر موارد مالية إضافية.
وقال مدير قسم التأهب والاستجابة للطوارئ في البرنامج، روس سميث، إن البرنامج سيقوم بتقليص حِصص الغذاء إلى 70٪ من الكمية الاعتيادية للمجتمعات التي تواجه المجاعة مباشرة، وستُخفض إلى 50٪ للمجتمعات المعرضة لخطر المجاعة، في خطوة تؤثر مباشرة على مساعدة ملايين المحتاجين في مختلف أنحاء السودان.
وتأتي هذه الخطوة في ظل أزمة تمويل خطيرة يواجهها البرنامج، الذي حذّر مراراً من أن ضعف التدفق المالي سيعطل قدرته على الاستمرار في تقديم المساعدات الأساسية للبقاء وسط تدهور الأوضاع الإنسانية. وقد أشار سميث إلى أن نقص التمويل قد يصل إلى مرحلة “الانهيار” في التغطية اعتباراً من شهر أبريل/نيسان المقبل إن لم يتم سد الفجوة المالية.
ويُعد السودان أحد أبرز بؤر الجوع في العالم، حيث أدّى النزاع المسلح المستمر منذ أبريل/نيسان 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى أسوأ أزمة إنسانية غذائية على مستوى العالم، مع انتشار المجاعة في مناطق واسعة ولا سيّما في دارفور حيث أدّت حصار قوات الدعم السريع لأكثر من 18 شهراً حول مدينة الفاشر إلى انتشار الجوع وسوء التغذية.
يُذكر أن برنامج الأغذية العالمي كان قد وسّع دعمه الغذائي في السابق لمناطق واسعة من السودان، لكنه يواجه الآن تحدياً حقيقياً بسبب نقص التمويل من الدول المانحة، ما دفعه إلى اتخاذ هذا القرار الصعب لتقليص الحصص بدلاً من إيقاف الإمدادات تماماً.


