كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
كشفت دراسة كورية حديثة أن الاكتئاب الحاد قد لا يكون مرتبطًا فقط بخلل في الدماغ، بل قد يشمل أيضًا اضطرابات في الجهاز المناعي، وهو ما يفتح الباب أمام فهم أوسع لأسباب المرض وتطوير استراتيجيات تشخيص وعلاج أكثر فعالية.
📊 ما الذي كشفت عنه الدراسة؟
حلّل الباحثون في الدراسة مجموعة صغيرة من الشابات المصابات بالاكتئاب الحاد غير النمطي المصحوب بأعراض ذهانية، وقارنّهن مع مجموعة تتمتع بصحة نفسية جيدة. ووجدوا أن الدم لدى المريضات يحتوي على مستويات مرتفعة من بروتينات مرتبطة بالأنسجة العصبية مثل DCLK3 وCALY، وكذلك جزيئات التهابية مثل المكوّن المتمم C5. كما لوحظ تغيّر في تركيب الخلايا المناعية نحو حالة الالتهاب المزمن، مع زيادة في الخلايا المتعادلة والخلايا الوحيدة ونقص في الخلايا الليمفاوية.
🧠 الارتباط بين المناعة والاكتئاب
تشير النتائج إلى أن الالتهاب المزمن ونشاط الجهاز المناعي قد يلعبان دورًا في تفاقم أعراض الاكتئاب الحاد، وليس الاكتئاب مجرد اضطراب كيميائي في الدماغ فقط. هذا النوع من الاكتئاب يبدو أنه مرتبط باستجابة مناعية غير طبيعية يمكن أن تؤثر على الحالة النفسية والجسدية معًا.
لماذا هذا مهم؟
يساهم هذا الفهم في إعادة النظر في آليات نشوء الاكتئاب، بعيدًا عن التركيز التقليدي فقط على النواقل العصبية.
قد يساعد في تطوير علاجات جديدة تستهدف الالتهاب أو الخلل المناعي كجزء من معالجة الاكتئاب، بدلاً من الاعتماد فقط على مضادات الاكتئاب التقليدية.
يرتبط هذا البحث أيضًا بأبحاث أخرى تربط الالتهاب والخلايا المناعية في الدماغ بالأعراض النفسية، ما يدعم فكرة أن الجهاز المناعي يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على الصحة العقلية.
في حين ظل الاكتئاب يُنظر إليه لسنوات طويلة كاضطراب مركزي في الدماغ وحده، تشير الأبحاث الجديدة إلى أن الخلايا المناعية والاستجابات الالتهابية في الجسم قد تكون جزءًا مهمًا من تفسير الأعراض الشديدة لهذا المرض، مما يوسع دائرة البحث والعلاج في هذا المجال الصحي الحيوي.


