كتب : دينا كمال
دراسة: مضادات الاكتئاب خلال الرضاعة لا تضر دماغ الأطفال
أظهرت دراسة بحثية حديثة أن تناول الأمهات لأدوية مضادات الاكتئاب خلال فترة الرضاعة لا يسبب أي تأثيرات سلبية على نمو دماغ الطفل. وتوضح الدراسة، التي نشرها موقع “Medical Xpress” استنادًا إلى مجلة JAMA Network، أنه تم تتبع مجموعة من الأمهات وأطفالهن لمدة قاربت العشرين عامًا، حيث تعرّض جميع الأطفال لمضادات الاكتئاب من فئة SSRI أثناء الحمل، بهدف مقارنة القدرات المعرفية بين الأطفال الذين وصلتهم الأدوية عبر الحليب وبين من توقف تعرضهم عند الولادة.
كيف تعمل مضادات الاكتئاب؟
تُعد مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs) من أكثر الأدوية شيوعًا لعلاج الاكتئاب والقلق والشره المرضي. وتعتمد آلية عمل هذه الأدوية على الإبقاء على السيروتونين – وهو ناقل عصبي مسؤول عن تنظيم المزاج – نشطًا داخل الدماغ، وذلك من خلال منع عملية إعادة امتصاصه بعد انتقال الإشارة العصبية، مما يساعد على تحسين الحالة النفسية.
ورغم أن هذه الأدوية ساهمت في تحسين صحة الكثيرين، إلا أن مخاوف الأمهات الحوامل والمرضعات ظلت قائمة بشأن سلامة تأثيرها على أطفالهن، وهو ما يدفع البعض للتوقف عن تناولها خلال هذه الفترات.
تفاصيل الدراسة
بدأ الباحثون بجمع بيانات من نساء حوامل شاركن سابقًا في دراسة MotherToBaby California، والتي امتدت بين مايو 1989 وأبريل 2008. وجرى تسجيل بيانات اختبارات متنوعة للأمهات وأطفالهن، الذين تعرضوا جميعًا لمثبطات SSRI خلال الحمل.
ولتحليل تأثير التعرض بعد الولادة، تم تقسيم المشاركات إلى ثلاث مجموعات:
– أطفال رضعوا طبيعيًا وتعرضوا لمضادات الاكتئاب عبر الحليب.
– أطفال رضعوا طبيعيًا لكن تعرضوا لها فقط قبل الولادة.
– أطفال لم يرضعوا طبيعيًا على الإطلاق.
نتائج الدراسة
عند بلوغ الأطفال عمر 4–5 سنوات، خضعوا لاختبارات ذكاء معيارية. وبلغ متوسط ذكاء الأطفال الذين لم يتعرضوا لمضادات الاكتئاب عبر الحليب 109 درجات، بينما حصل الأطفال الذين تلقوا التعرض عبر الرضاعة الطبيعية على 106 درجات فقط، وهي نسبة لا تشير إلى أي تأثير سلبي مباشر.
كما أوضحت اختبارات الأداء والذكاء اللفظي أن التعرض لمضادات SSRI من خلال حليب الأم لم يتسبب في أي تراجع معرفي، وكانت النتائج متقاربة بين المجموعات الثلاث.
ويؤكد الباحثون أن هذه النتائج، إلى جانب دراسات أخرى مشابهة، قد تسهم في طمأنة الأمهات وتشجيعهن على مواصلة العلاج الضروري بعد الولادة دون خوف من تأثيره على أطفالهن.