كتب : دينا كمال
الكشري المصري يدخل قائمة التراث العالمي لليونسكو
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) اليوم الأربعاء إدراج الكشري المصري ضمن قائمتها التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية، في خطوة تعكس جهود مصر المتواصلة لتعزيز حضورها الثقافي عالميًا.
وجاء ترشيح مصر للكشري، وهو طبق يُحضّر من الأرز والعدس والمعكرونة والبصل المقلي والحمص ويُضاف إليه صلصة خاصة، بعد أسابيع قليلة من افتتاح المتحف المصري الكبير الذي تراهن عليه الدولة لتسليط الضوء على تاريخها العريق وجذب المزيد من الزوار.
ويحظى الكشري بجماهيرية تتجاوز حدود مصر، إذ يحرص العديد من المسؤولين والزوار الأجانب على تذوقه في مطاعمه الشهيرة، باعتباره جزءًا أصيلًا من الهوية المصرية.
وتشير إحدى الروايات إلى أن أصل الطبق يعود لشمال الهند، إلا أن الباحثة في الأغذية المصرية القديمة هالة بركات ترى أن جذور الكشري أعمق من ذلك، موضحة أنه نتاج تداخل حضارات متعددة عبر الهجرات والتجارة والغزوات خلال آلاف السنين.
وتوضح بركات أن مكونات الطبق جاءت من مناطق مختلفة؛ فالعدس وصل من الهلال الخصيب قبل نحو 5800 عام، بينما جاء الأرز من شرق آسيا، في حين انتقلت الطماطم والفلفل الحار من الأمريكتين. وتُعد المعكرونة إضافة حديثة نسبيًا. وقالت: “اجتمعت هذه العناصر تدريجيًا حتى وصل الكشري إلى شكله المعروف… قد يكون الاسم ذا أصل هندي، لكن الطبق مصري بطابعه الخاص”.
ويتضمن ملف إدراج الطبق لدى اليونسكو تفاصيل عن تنوع طرق إعداده داخل مصر؛ فبعض المناطق الساحلية تستخدم العدس الأصفر، بينما تعتمد القاهرة والصعيد على العدس الأسود، وتضيف بعض الأسر البيض المسلوق، فيما تقدم سيناء طبقًا مشابهًا يُعرف باسم “المعدوس”. ويجمع هذه الأنواع جميعًا مذاق مميز تصنعه توابل مثل الخل والثوم والصلصة الحارة.
ويُذكر أن الانضمام لقائمة اليونسكو يحمل قيمة رمزية بالأساس، دون عوائد مادية مباشرة. وتنضم أطباق أخرى مثل الكسكس في المغرب العربي، والسيفيتشي في أمريكا الجنوبية، إلى القائمة ذاتها.
وازداد انتشار الكشري في القرن العشرين مع توسع المطاعم وعربات الشارع الملونة قرب المدارس ومحطات النقل، كما أصبح خيارًا شائعًا خلال فترات صيام الأقباط واعتمده كثير من الشباب مع تزايد الإقبال على الأنظمة النباتية.
ويؤكد أحمد شاكر، مسؤول العلاقات العامة في مطعم “أبو طارق” الشهير الذي تأسس عام 1963، أن الكشري بات عنصرًا أساسيًا في تجربة أي زائر لمصر، قائلاً: “أي سائح بييجي مصر لازم يزور الهرم والمتحف… وبرضه ييجي ياكل كشري عندنا”.
وسبق لمصر تسجيل عناصر عدة ضمن التراث غير المادي، منها التحطيب، والأراجوز، والسيرة الهلالية، والنسيج اليدوي، إضافة إلى عناصر مشتركة مثل السمسمية والخط العربي.


