كتب : دينا كمال
الزعيم الروحي للدروز يدعو لضمانات أمريكية لحماية أبناء الطائفة في سوريا
دعا الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، الشيخ موفق طريف، الولايات المتحدة إلى توفير ضمانات أمنية للأقليات في سوريا، وبخاصة الدروز، لتجنب تكرار أعمال العنف التي شهدتها محافظة السويداء خلال يوليو الماضي ذات الغالبية الدرزية.
وخلال زيارة رسمية إلى مقر الأمم المتحدة في جنيف، أوضح طريف أن واشنطن مطالَبة بأداء دور أكبر في حماية حقوق الأقليات داخل سوريا، بما يعزز الاستقرار ويحدّ من أي تدخل خارجي. وأكد أن توفير دعم أمريكي فعّال للأقليات سيجنب المنطقة مزيداً من التوتر.
وأشار طريف إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كانت قد تعهدت سابقاً ببذل الجهود لمساعدة سوريا على تجاوز أزماتها عقب محادثات بين ترامب والرئيس السوري أحمد الشرع.
اشتباكات يوليو
وتنتمي الطائفة الدرزية إلى أقلية دينية منتشرة في سوريا ولبنان وإسرائيل. وقد شهدت محافظة السويداء في يوليو الماضي اشتباكات عنيفة بين الدروز والبدو إثر عمليات خطف متبادلة، ما أسفر عن سقوط قتلى وتوتر طويل الأمد أضرّ بالنسيج الاجتماعي.
وتصاعدت حدة التوتر عندما تدخلت قوات حكومية لإعادة النظام، ووقعت مواجهات مع مسلحين دروز، رافقها تقارير عن عمليات نهب وإعدامات خارج إطار القانون. كما تدخلت إسرائيل بناءً على طلب من أبناء الطائفة الدرزية في سوريا، معلنة أن هدفها حماية السكان وإبعاد المسلحين عن حدودها.
وأدت هذه الاضطرابات إلى نزوح عشرات الآلاف من سكان المنطقة، وانحسار وجود البدو في أغلب مناطق السويداء.
دعوات للحكم الذاتي
وبعد التصعيد، طرح بعض زعماء الدروز فكرة إنشاء ممر إنساني بين الجولان المحتل ومحافظة السويداء، إلى جانب المطالبة بحق تقرير المصير، وهي مطالب ترفضها دمشق.
وعند سؤاله عن مقترحات الشيخ حكمت الهجري بفصل السويداء عن سوريا، أكد طريف موقفاً مختلفاً، مشدداً على ضرورة منح المحافظة حكماً ذاتياً داخلياً أو إدارة محلية موسعة ضمن الدولة السورية، على غرار الأنظمة الفيدرالية في دول مثل سويسرا وألمانيا.
وأوضح أنه لا يمكن مطالبة الدروز بتسليم أسلحتهم في ظل غياب ضمانات واضحة، مشيراً إلى أن مفاوضات إعادة دمج الشرطة المحلية في السويداء تحت سلطة دمشق كانت تسير بشكل إيجابي قبل أن تتعثر بسبب أحداث يوليو.
ورغم تعهد الرئيس السوري أحمد الشرع بحماية الدروز، يرفض الهجري خريطة طريق مكونة من 13 بنداً كانت الولايات المتحدة قد اقترحتها لإنهاء الخلافات، معتبراً أن الشرع يشكل تهديداً وجودياً للطائفة.
الحاجة إلى بناء الثقة
ودعا طريف إلى إعادة بناء الثقة بين جميع الأطراف، موضحاً أن عودة السكان إلى منازلهم وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل إلى السويداء خطوة أساسية لعودة الاستقرار.


