كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
شهدت الساحة التركية خلال الأيام الماضية تصعيداً كبيراً في التحقيقات المتعلقة بأزمة المخدرات التي طالت عددًا من الفنانين والإعلاميين، وسط اهتمام إعلامي واسع ومتابعة دولية للقضية. وأكدت السلطات التركية أن التحقيقات، التي بدأت قبل عدة أشهر، لا تزال تتوسع لتشمل وجوهاً بارزة في الوسط الفني والإعلامي، في إطار مكافحة المخدرات ومنع انتشارها بين الشباب والمشاهير.
اعتقالات بارزة ومداهمات أمنية
أعلنت الشرطة التركية عن اعتقال محمد عاكف إرسوي، رئيس تحرير قناة Habertürk، ضمن التحقيقات الواسعة المتعلقة بقضايا المخدرات. وتأتي هذه الخطوة ضمن حملة أمنية متكاملة استهدفت عدداً من الإعلاميين الذين يشتبه بتورطهم في حيازة أو استخدام مواد مخدرة، أو تسهيل استخدام آخرين لهذه المواد.
وتشير المعلومات إلى أن الاعتقالات طالت أيضًا مجموعة من مقدمي البرامج والمذيعات العاملات في قنوات تلفزيونية مرموقة، من بينهم إيلا روميسا جيبجي من Show TV، ميلتم أجيت، وهاندي صاري أوغلو من Beyaz TV. وقالت المصادر الأمنية إن هؤلاء الإعلاميين تم استدعاؤهم سابقًا لإجراء فحوصات دم وبصيلة الشعر للتحقق من استخدام المخدرات.
الفنانون في دائرة الاستدعاءات
إلى جانب الإعلاميين، شملت التحقيقات عدة فنانين معروفين، سواء من الممثلين أو المطربين أو المؤثرين الرقميين. وأظهرت نتائج الفحوصات المعلنة سابقاً أن ثمانية من المشاهير جرى الكشف عن وجود مواد مخدرة في دمائهم أو بولهم أو شعرهم، مما أثار جدلاً واسعاً حول انتشار هذه الظاهرة في الوسط الفني التركي وتأثيرها على المجتمع والشباب.
الإجراءات القانونية والمتابعة
أكد مكتب المدعي العام في إسطنبول أن التحقيقات ستتوسع لتشمل تهم الاستخدام والحيازة وربما الإتجار أو التسهيل في حال ثبوت الأدلة. وأشار المصدر ذاته إلى أن عملية التحقيق تتم وفق المعايير القانونية المعتمدة، مع احترام حقوق المشتبه بهم وإتاحة الفرصة لهم للدفاع عن أنفسهم أمام القضاء التركي.
كما تواصل الشرطة التركية مداهماتها التفتيشية لمنازل عدد من المشتبه بهم، في محاولة لتجميع الأدلة التي من شأنها دعم الملفات القضائية. ويشارك في التحقيقات فريق من الخبراء المختصين بتحليل المواد المخدرة والفحوص المخبرية لضمان دقة النتائج.
ردود الأفعال الجماهيرية والإعلامية
أثارت الاعتقالات موجة من الجدل بين الجمهور والمتابعين، حيث انقسم الرأي العام بين مؤيد للحملة التي وصفها البعض بـ“الضرورية للحفاظ على سلامة المجتمع”، وبين منتقد يعتبر أن الاعتقالات تستهدف أسماء بارزة بطريقة قد تسيء إلى سمعة الوسط الفني قبل إثبات التهم.
كما شهدت منصات التواصل الاجتماعي نقاشاً واسعاً حول مدى انتشار المخدرات بين الشباب والمشاهير، مع دعوات لتطبيق برامج توعية أكثر صرامة للحد من هذه الظاهرة في المجتمع التركي.
ختاماً
تستمر السلطات التركية في التحقيقات وسط ترقب شعبي وإعلامي واسع، في حين يُتوقع أن تتوسع دائرة الاستدعاءات والاعتقالات إذا ما أظهرت الفحوصات الجديدة وجود مخالفات إضافية. وتبقى القضية واحدة من أبرز الأحداث الأمنية والاجتماعية في تركيا خلال العام الحالي، إذ تجمع بين الجانب القانوني والأمني والبعد المجتمعي والثقافي، مما يجعل متابعة تطوراتها أمراً بالغ الأهمية للوسط الإعلامي والفني على حد سواء.


