كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
قدّم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان هدية رسمية إلى سوريا، تمثّلت في قطعة من ستار الكعبة المشرفة، وتحمل آية من سورة البقرة: «وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى». وأعلنت وسائل الإعلام السورية أن هذه القطعة ستُعرض داخل رحاب المسجد الأموي في العاصمة دمشق، بمناسبة الاحتفالات بـ”عيد التحرير”.

وكشف الرئيس السوري أحمد الشرع عن تفاصيل الهدية، معربًا عن تقديره لهذه المبادرة التي تعكس عمق الروابط بين السعودية وسوريا، ومؤكدًا أن وجود قطعة من ستار الكعبة في مسجد بني أمية يحمل دلالات روحية مهمّة تمتد من مكة المكرمة إلى بلاد الشام.
وأثار ظهور صندوق أخضر كبير يحمل شعار المملكة العربية السعودية داخل المسجد الأموي، ومحاطًا بحراسة مشددة، حالة واسعة من الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، بعد تداوله دون معلومات رسمية عن محتواه، إلى أن جرى الإعلان عن موعد الكشف عنه في الثامن من ديسمبر، بالتزامن مع ذكرى “عيد التحرير”.
ومع استمرار انتشار الصور، تباينت التكهنات بين رواد المنصات، فرجّح البعض أن الصندوق يحوي نسخة فاخرة من المصحف الشريف، بينما اعتقد آخرون أنه يحتوي على ستار الكعبة كاملًا أو على قطعة أثرية ذات قيمة تاريخية تعود للعهد الأموي. إلا أن التلفزيون السوري الرسمي حسم الجدل، مؤكدًا أن الهدية عبارة عن قطعة حديثة من ستار الكعبة لا يتجاوز عمرها عامين إلى ثلاثة، وسيجري تخصيص مكان لها داخل المسجد الأموي لعرضها أمام الزوار.
وأكد الإعلام الرسمي أن الهدية مقدّمة باسم الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأن الإعلان الكامل عنها سيتم في مراسم خاصة في 8 ديسمبر.
وتزامن ذلك مع الاستعدادات الرسمية للاحتفال بـ”عيد التحرير”، العطلة الوطنية الجديدة التي أقرّها الشرع في مرسوم صادر أكتوبر الماضي، والذي يوافق تاريخ سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024. وكان الرئيس الشرع قد أمّ المصلين في المسجد الأموي في مناسبة سابقة، مرتديًا الزي ذاته الذي ظهر به يوم وصوله إلى دمشق عقب انهيار النظام السابق، وألقى خطبة من منبر المسجد نفسه.


