كتب : دينا كمال
ستارمر يثير الجدل حول احتمال تقارب جديد مع الاتحاد الأوروبي
أكّد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أنه لا يستبعد إمكانية عودة بلاده إلى الاتحاد الأوروبي خلال حياته، مشيراً إلى أنه يجري نقاشات مستمرة مع الشركاء الأوروبيين بشأن سبل تعزيز التقارب، وسط مطالب متزايدة داخل الحكومة وحزب العمال بإعادة النظر في تجربة الخروج.
وأثار ستارمر الجدل بعدما وُجّهت إليه خمسة أسئلة متتالية حول مدى التزامه بتصريحاته السابقة التي أكّد فيها أن بريطانيا لن تنضم مجددًا للاتحاد الأوروبي خلال حياته، إلا أنه تجنّب تقديم إجابة مباشرة، وهو ما فُهم على أنه فتحٌ لباب المراجعة المحتملة لموقف لندن من البريكست.
وفي كلمة ألقاها الأسبوع الماضي، شدّد رئيس الوزراء على أن استخدام تجربة الخروج كنموذج للسياسة الخارجية سيكون “متهورًا تمامًا”، متعهداً بالعمل على بناء “علاقة أوثق” مع أوروبا بنهاية ولاية حكومته، دون التخلي عن التعهدات الأساسية التي التزم بها حزب العمال في ملف البريكست.
وتأتي هذه الخطوات في ظل مخاوف من ضعف النمو الاقتصادي بعد الإجراءات التي تضمنتها ميزانية الشهر الماضي، ما دفع أصواتًا داخل داوننج ستريت والحزب للمطالبة بإعادة تقييم العلاقات التجارية مع أوروبا لتعزيز الأداء الاقتصادي.
ورغم ذلك، أوضح ستارمر أنه لا ينوي العودة إلى الاتحاد الجمركي أو السوق الموحدة، بما يتوافق مع البرنامج الانتخابي لحزب العمال، الذي أكد عدم الرجوع إلى أي من الترتيبات الاقتصادية السابقة المرتبطة بالاتحاد الأوروبي.
وتعمل الحكومة حالياً على تعزيز علاقاتها الاقتصادية من خلال اتفاقات جانبية تشمل معايير الغذاء وتأشيرات الشباب وتسعير الكربون وتجارة الكهرباء، مع الالتزام بـ”خطوط حمراء” تمنع أي شكل من أشكال الخضوع المؤسسي لسياسات الاتحاد الأوروبي.
وكانت بريطانيا قد صوّتت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي في استفتاء 23 يونيو 2016، وهو القرار الذي غيّر مسار العلاقات بين لندن وبروكسل منذ ذلك الحين وحتى اليوم.


