كتب : دينا كمال
عاملان رئيسيان يوجهان أسعار النفط خلال الفترة المقبلة
يشير خبير النفط محمد الشطي إلى أن أسواق النفط تشهد حالياً تداخلاً بين عوامل تدعم الأسعار وأخرى تضغط عليها، إذ تعزز تعثّر محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا اتجاهات الصعود، بينما تحدّ وفرة الإمدادات من أي ارتفاعات محتملة. ويؤكد أن هذين العاملين سيواصلان التأثير على اتجاهات السوق في المرحلة القادمة، موضحاً أن أي مؤشرات على انفراج بالمفاوضات مع موسكو تدفع التوقعات نحو زيادة المعروض، وهو ما يؤدي إلى ضغوط هبوطية.
ويذكر الشطي أن الطلب العالمي لا يزال يُظهر نمواً سنوياً يقترب من مليون برميل يومياً، في حين تتأثر الإمدادات بتطورات سياسية تشمل ملفي روسيا وفنزويلا. ويشدّد على أن العوامل الجيوسياسية تبقى الأكثر تأثيراً، فكل تطور سياسي أو عسكري يثير المخاوف حول الإمدادات ويدفع الأسعار للصعود، بينما يؤدي أي تهدئة إلى عودة الضغوط على السوق.
ويشير إلى أن المستوى الفني المحوري للأسعار يتمركز حول 60 دولاراً للبرميل، لافتاً إلى أن أي تراجع مؤقت سرعان ما يعاود الارتفاع إلى هذا المستوى الذي يعتبر “متوازناً” بالنسبة للأسواق.
ورغم تصاعد المخاطر الجيوسياسية، تُظهر الأسعار استقراراً نسبياً ضمن نطاق ضيق، إذ يوضح الشطي أن الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس دونالد ترامب تسعى لعدم تجاوز الأسعار مستويات مرتفعة، وتفضّل بقاءها قرب 50 دولاراً للبرميل، فيما لم تؤثر التحركات الأميركية بشكل جوهري على السوق حتى الآن.
ويشير الخبير إلى أن الأسعار التي لامست 85 دولاراً في بداية 2025 قبل أن تتراجع إلى 70 ثم تستقر قريباً من 60، لم تتأثر فعلياً بنقص ملموس في الإمدادات رغم العقوبات على روسيا والتحديات التي تواجه قطاع التكرير. ويضيف أن الأسواق أصبحت مقتنعة بعدم حدوث اضطرابات كبيرة في المعروض، وهو ما يبقي الأسعار بين 60 و65 دولاراً، وربما استمرار هذا النطاق حتى 2026 و2027، كما تعكسه تعاملات العقود الآجلة لخام برنت قرب 62 دولاراً للعامين المقبلين.
أما بشأن إنتاج فنزويلا البالغ نحو 1.1 مليون برميل يومياً، فيوضح الشطي أنه لا يرى مخاطر كبيرة تهدده، مؤكداً أن استهداف منشآت الإنتاج قد يرفع الأسعار بشكل لا تفضّله القوى الدولية، ما يجعل حدوث تعطّل كبير في الإمدادات الفنزويلية أمراً غير مرجح حالياً.


