كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
في ظل ارتفاع أسعار السولار والبنزين في غزة، وندرة الوقود المستورد، لجأ عدد من السكان إلى صُنع وقود بديل بطريقة بدائية من خلال حرق المخلفات البلاستيكية وركام المنازل المدمّرة.
أحد المواطنين قال إنّ “لا يوجد وقود ولا سولار، نحرق المخلفات للحصول على وقود بديل، رغم المخاطر الصحية وخطر السلامة أثناء العمل”.
واحدٌ آخر أشار إلى أن تكلفة الليتر المستورد تصل إلى 250 شيكل — وهي تكلفة مرتفعة جدًا — ما دفعهم إلى استخدام وقود بديل بجزء بسيط من السعر (حوالي 20 شيكل للتر) رغم مخاطره.
تحذيرات من كارثة صحية وبيئية
تُشير التقارير إلى أن ما يُطلقه حرق البلاستيك من دخان وأسمدة سامة قد يمثل “موتًا يتربص بالمواطنين” بسبب المواد الكيميائية الضارة الناتجة عن الاحتراق.
كما أنّ نقص الوقود لا يقتصر على المركبات: بل امتد إلى خدمات أساسية كالجمع والترحيل للنفايات الصلبة — ما تسبب في تراكم مخيف للنفايات في شوارع أحياء غزة.
أزمة الوقود وتداعيات على الصحة والخدمات الأساسية
منظمة الصحة العالمية وغيرها من الهيئات الأممية قدّرت أن نقص الوقود يهدد تشغيل المستشفيات والمولدات التي تعتمد عليها، ما يعرض حياة مئات الآلاف من المرضى للخطر.
كذلك توقف أو تقليص خدمات جمع النفايات يهدد بانتشار أمراض، تلوث بيئي، وانهيار قرب معيشي في الأحياء المتضرّرة.
خلفية الأزمة: لماذا لجأ الناس لهذا البديل المؤقت
الأسباب متعددة:
منع دخول كميات كافية من الوقود إلى غزة منذ بداية الحرب — ما دق ناقوس الخطر على الخدمات الحيوية.
ارتفاع أسعار الوقود المستورد إلى مستويات غير قابلة للتحمّل بالنسبة لغالبية السكان.
استنفاد الإمدادات الدولية أو تأخيرها، إلى جانب القيود المفروضة على الدخول عبر المعابر.
ما يعنيه هذا الواقع لسكان غزة: بين الضرورة والمخاطرة
تحول الوقود البديل إلى “خيار بائس” يلجأ إليه الناس للبقاء — رغم أن العواقب الصحية والبيئية قد تكون كارثية على المدى المتوسط والبعيد. النفايات المتراكمة، الدخان السام، تلوث الهواء والمياه كلها فرضت نفسها كأزمات إضافية في ظل الحرب.
وبينما بعض الجهات تُحاول تقديم مساعدات — وقود، أدوية، مواد غذائية — إلا أن الكميات لا تكفي لسد الحاجات المتزايدة، والمخاطر تزداد يومًا بعد يوم.


