كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
تعيش التجمعات البدوية الفلسطينية منذ شهور في الضفة الغربية حالة من الخوف والقلق المتزايد على حياة مواشيهم ومعيشتهم، بعد موجة متصاعدة من الهجمات التي ينفذها مستوطنون إسرائيليون تستهدف أساس اقتصاد هذه التجمعات: الثروة الحيوانية.
بحسب ما أفادت به منظمات ومدنيون فلسطينيون، يقوم المستوطنون بدخول أراضي رعوية فلسطينية ـ غالبًا في مناطق الأغوار ووادي الأردن ـ ويتركون مواشيهم ترعى على أرض البدو، أو يقتلون ويذبحون مواشي تعود للفلسطينيين، في محاولة لحرمانهم من مورد رزقهم الأساسي ودفعهم لترك أراضيهم.
في حادثة حديثة، اتُهم مستوطنون في وادي الأردن بأنهم قتلوا 117 خروفاً ونهبوا مئات غيرها في هجوم ليلي، ما دفع عائلة واحدةٍ على الأقل إلى مغادرة المكان خوفاً من تكرار الاعتداءات على ممتلكاتهم ومواشيهم.
هذه الاعتداءات ليست منفصلة عن سياسة أوسع — يُشار إليها بأنها “استيطان رعوي” — تشمل إقامة بؤر استيطانية جديدة قرب التجمعات البدوية، استباحة أراضيهم، نهب المراعي والمياه، واستهداف نمط حياتهم شبه الرحلي الذي يستند على تربية الماشية.
البدو الذين يعتمدون على المواشي كمصدر رزقهم الوحيد تحوّلوا إلى ضحايا مضايقات ممنهجة، مما يثير مخاوف من تهجيرهم قسرياً وافتكاك أراضيهم تحت ذريعة “الرعي” أو “الاستيطان”.


