كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
استعاد ريال مدريد نغمة الانتصارات بعد فوزه المستحق على أتلتيك بيلباو بثلاثة أهداف دون رد في اللقاء الذي جمعهما على ملعب سان ماميس ضمن منافسات الجولة التاسعة عشرة من الدوري الإسباني. وجاء هذا الانتصار ليضع حدًا لسلسلة من النتائج السلبية التي مر بها الفريق في الأسابيع الأخيرة، وليعيده إلى دائرة المنافسة المباشرة على صدارة الترتيب.
دخل ريال مدريد المواجهة بتركيز واضح ورغبة في خطف النقاط الثلاث منذ الدقائق الأولى، مستفيدًا من سرعة التحركات الهجومية، وعلى رأسها اللاعب كيليان مبابي الذي شكل مصدر خطورة ثابت على دفاع بيلباو. ولم ينتظر الفريق الملكي كثيرًا لافتتاح التسجيل، حيث تمكن مبابي من إحراز الهدف الأول في الدقيقة السابعة بعد هجمة سريعة انتهت بانفراد أمام المرمى أسكن من خلاله الكرة في الشباك، ليمنح فريقه أفضلية مبكرة ويسهل من مهمة السيطرة على مجريات اللعب.
واصل ريال مدريد ضغطه الهجومي بعد الهدف، معتمدًا على تحركات خط الوسط التي قادها لوكا مودريتش وفيديريكو فالفيردي، واللذان ساعدا في بناء الهجمات وتمرير الكرات البينية خلف دفاعات بيلباو. وفي المقابل حاول أصحاب الأرض العودة للمباراة من خلال الهجمات المرتدة، إلا أن دفاع ريال مدريد بقيادة أنطونيو روديغر تعامل مع المواقف الدفاعية بثبات واضح.
قبل نهاية الشوط الأول بدقائق قليلة، عزز ريال مدريد تقدمه بهدف ثانٍ سجله إدواردو كامافينجا عبر ضربة رأسية قوية بعد متابعة لركلة ركنية، ما وضع الفريق في وضع أكثر راحة مع نهاية الشوط الأول ورفع من معنويات اللاعبين قبل العودة للملعب في الشوط الثاني.
في بداية الحصة الثانية حاول أتلتيك بيلباو تعديل النتيجة عبر الضغط العالي على دفاع ريال مدريد، غير أن محاولاتهم اصطدمت بتنظيم دفاعي منضبط وتألق حارس المرمى الذي تعامل مع أكثر من كرة خطرة. واستغل لاعبو ريال مدريد المساحات التي ظهرت خلف خطوط بيلباو مع اندفاعهم للأمام، وتمكن مبابي من تسجيل الهدف الثالث في الدقيقة 59 بتسديدة قوية من داخل منطقة الجزاء، ليوقع على ثاني أهدافه في اللقاء ويؤكد تفوق فريقه.
شهدت الدقائق المتبقية من المواجهة محاولات محتشمة من جانب أصحاب الأرض لتقليص الفارق، إلا أن الفريق الملكي واصل سيطرته ونجح في إدارة المباراة بذكاء، معتمداً على الاستحواذ وتهدئة النسق، بينما لجأ مدرب ريال مدريد إلى إجراء تغييرات للحفاظ على مجهود اللاعبين وتجهيزهم للاستحقاقات المقبلة.
بهذه النتيجة، نجح ريال مدريد في تحقيق فوز مهم يعيد له الثقة بعد سلسلة من النتائج غير المرضية، ويقربه أكثر من صدارة الترتيب في مرحلة حساسة من عمر الدوري. كما شكل الأداء الهجومي اللافت، خصوصًا من مبابي، رسالة قوية للمنافسين بأن الفريق لم يفقد بريقه وأنه مستعد للعودة بقوة للمنافسة على اللقب.
ويستعد ريال مدريد لمباراته المقبلة بمعنويات مرتفعة، وسط تطلعات جماهيره بأن يكون هذا الفوز بداية لمرحلة جديدة من الاستقرار الفني والنتائج الإيجابية التي تعزز من فرص الفريق في سباق اللقب خلال الجولات القادمة.


