كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
أعلنت البعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق
(يونامي) اليوم أنها ستختتم مهمتها رسمياً في العراق بنهاية العام 2025، إيذاناً بفتح “فصل جديد” يقوده العراقيون بأنفسهم.
في كلمته الأخيرة أمام United Nations Security Council، قال رئيس البعثة، Mohamed Al Hassan، إن قرار إنهاء المهمة «يشكل ختاماً مشرفاً وكريماً» بعد 22 عاماً من المساعدة في مرحلة انتقالية صعبة عقب سقوط نظام صدام حسين والتوترات الأمنية والاحتلال والحروب الطائفية.
منذ تأسيسها عام 2003، لعبت الأمم المتحدة دوراً مركزياً في: دعم الحوار السياسي، تنظيم الانتخابات، إعادة بناء المؤسسات الأمنية وإصلاحها، فضلاً عن جهود المصالحة وإعادة الإعمار.
لكن رغم التقدم السياسي—من دستور جديد إلى عشرات الانتخابات—لا تزال بغداد تواجه تحديات كبيرة: نحو مليون عراقي نزحوا داخلياً، بما في ذلك أكثر من 100 ألف من اليزيديين من سنجار الذين ما زالوا يعيشون في معسكرات منذ سنوات.
الأمم المتحدة أكدت أن انسحاب «يونامي» لا يعني نهاية العلاقة مع العراق؛ فـ«فرق عمل» تابعة للأمم المتحدة ستواصل تقديم الدعم الفني في مجالات التنمية والاقتصاد والمناخ وحقوق الإنسان والإغاثة، بينما تتولى الحكومة العراقية المسؤولية بشكل كامل.
في بغداد، وصف مسؤولون هذا القرار بأنه اعتراف دولي بالتقدم الذي حققه العراق، ورغبة في انتقاله إلى مرحلة «سيادة كاملة» على شؤونه بعد أعوام من الاعتماد على المجتمع الدولي.
ومع ذلك، حذر مسؤولون من أن الطريق نحو استقرار دائم لا يزال طويلاً: تتطلب الحكومة الجديدة جهوداً فورية لمعالجة ملف النزوح، إعادة الإعمار، استكمال تشكيل المؤسسات الحكومية والإقليمية، وضمان حقوق الأقليات والمناطق المتضررة.


