كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
أعلنت CARMAT، الشركة الفرنسية المصنعة للقلب الاصطناعي Aeson® Total Artificial Heart، أنها وصلت إلى علامة فارقة بصحة الطب الحديث — إذ تم إجراء أكثر من 100 عملية زرع ناجحة للقلب الاصطناعي حتى مطلع عام 2025.
القصة بدأت قبل ما يزيد على عقد، حين خضعت أولى عمليات الزرع البشرية باستخدام Aeson عام 2013. منذ ذلك الحين، كانت النتائج متقطّعة: بعض المرضى عاشوا لفترة قصيرة، وبعضهم لم يتحمّل المضاعفات.
لكن في السنوات الأخيرة — خاصة 2024 و2025 — تسارعت وتيرة العمليات، وارتفع عدد الزرعات بشكل كبير، ما أعاد الأمل لآلاف المرضى الذين يعانون من فشل قلبي ثنائي البطين (حيث يكون كلا جانبي القلب معطّلاً) ويواجهون خطر الموت في ظل ندرة متبرعين القلوب.
لماذا يُعتبر هذا الإنجاز “نهاية درامية لصراع طويل”
لأن الوصول إلى 100 زرعة يعني أن القلب الاصطناعي بدأ يقلّص الفجوة بين البحث التجريبي والواقع العلاجي: إنه لا يعيد فقط “جسر مؤقت” للمريض، بل أصبح بديلاً قابلاً للحياة.
لأن العديد من المرضى ممن خضعوا للزرع عاشوا لفترات أطول من المتوقع، وتمكنوا من مغادرة المستشفيات بهذه “مضخة حياة” — ما يؤشر إلى أن التكنولوجيا أصبحت أكثر أماناً واستقراراً.
لأن هذا النجاح يفتح نافذة أمام الأمل لعشرات آلاف المرضى حول العالم ممن لا يتناسبون مع زراعة قلب بشري — سواء نظراً لندرة المتبرعين أو لعدم توفر بنية طبية مناسبة.
ما الذي تغيّر ليجعل من Aeson خياراً ناجحاً الآن؟
تطوّر المواد البيولوجية والبوليمرية التي تشكّل القلب الاصطناعي، ما خفّض من خطر رفض الجسم أو الجلطات أو التآكل.
تحسين البرمجة الداخلية للقلب الاصطناعي بحيث يحاكي تدفق الدم الطبيعي ويحافظ على ضغط نبضات قريب من القلب الحقيقي — الأمر الذي عزّز من وظائف الأعضاء الأخرى كالكلية والكبد، وساعد المرضى على التحسن بعد زراعة القلب.
توسّع التجارب السريرية ومنح المرضى فرصة التلقي في عدة دول أوروبية، مع مراعاة المعايير الدقيقة للرعاية بعد الزراعة والمتابعة الطويلة.
🎯 ماذا يعني هذا للمرضى ومستقبل زراعة القلب؟
لأول مرة منذ عقود: تبدو إمكانية أن يعيش مريض بفشل قلبي متقدم سنوات إضافية — وربما مدى الحياة — دون الحاجة لقلب متبرع شبه محققة.
يقل الاعتماد على قوائم الانتظار الطويلة للمتبرعين، وهي قد تكون مميتة في كثير من الحالات.
يتيح هذا الإنجاز للمجتمعات الطبية التفكير في حلول صناعية دائمة لمشاكل نقص الأعضاء المتبرعة، خاصة في دول لا يتوفر فيها عدد كافٍ من المتبرعين.


