كتب : دينا كمال
- دراسة تحدد العمر الأنسب لمنح الأطفال هاتفاً ذكياً
في وقت أصبح فيه الهاتف الذكي جزءاً أساسياً من الحياة اليومية، تزداد تساؤلات الأسر حول العمر المناسب لبدء استخدام الأطفال لهذه الأجهزة. وتشير أغلب الدراسات إلى أن التعرض المبكر للهواتف قد يحمل آثاراً سلبية على صحة الأطفال ونموهم.
وكشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة طب الأطفال أن منح الطفل هاتفاً ذكياً قبل بلوغ 12 عاماً يزيد من احتمالات الإصابة بالاكتئاب والسمنة واضطرابات النوم، مقارنة بمن يحصلون عليه في سن متأخرة.
واعتمد الباحثون في نتائجهم على تحليل بيانات أكثر من 10 آلاف طفل شاركوا في دراسة التطور المعرفي لدماغ المراهقين، وهي إحدى أكبر الدراسات الأميركية المعنية بتتبع نمو أدمغة الأطفال. وأظهرت النتائج أن انخفاض عمر الطفل عند امتلاكه الهاتف لأول مرة يرتبط بزيادة المشكلات الصحية والنفسية.
وتوسعت الدراسة في تتبع مجموعة من الأطفال الذين لم يحصلوا على هاتف عند سن الثانية عشرة، وتبيّن أنه بعد عام واحد فقط أظهر من حصلوا على هواتف أعراضاً نفسية أسوأ ونوعية نوم أقل مقارنة بغيرهم.
وأوضح الدكتور ران بارزيلاي، الطبيب النفسي للأطفال والمراهقين في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا، أن الهاتف يجب أن يُعامل كعامل مؤثر في صحة الطفل، مؤكداً أهمية التفكير جيداً قبل تقديمه للأطفال.
ورغم أن الدراسة لا تربط بشكل مباشر بين الهاتف وتدهور الصحة، فإن الباحثين يشيرون إلى أن امتلاك الهاتف في سن مبكرة يقلل من وقت التواصل الاجتماعي والرياضة والنوم، وهي عناصر ضرورية لنمو سليم خلال مرحلة المراهقة، التي تُعد فترة حساسة قد تؤدي فيها التغييرات الصغيرة إلى آثار طويلة الأمد.
وفي سياق متصل، لفتت جاكلين نيسي، الأستاذة المساعدة في الطب النفسي بجامعة براون، إلى أن النتائج لا تثبت علاقة سببية مطلقة، لكنها قد تدفع الآباء لتأجيل منح أطفالهم الهواتف الذكية. وأضافت أنه يمكن لمقدمي الرعاية الاعتماد على حدسهم وعدم التعجل في اتخاذ القرار قبل استعداد الطفل والأسرة معاً لوضع ضوابط وحماية كافية.
كما حذر خبراء من تأثير امتلاك الأطفال للهواتف داخل غرف النوم. ووفق دراسة أجراها الدكتور جيسون ناجاتا عام 2023، فإن 63% من الأطفال بين 11 و12 عاماً يحتفظون بأجهزة إلكترونية في غرف نومهم، بينما ذكر 17% أنهم استيقظوا بسبب إشعارات الهاتف خلال الأسبوع السابق. وينصح الخبراء بإبعاد الهاتف عن غرفة النوم ليلاً للتقليل من الآثار السلبية على الصحة والنوم.


