“الشتاء في نصف الكرة الشمالي… والعالم يسجل حرارة قياسية غير مسبوقة”

كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية

تشير بيانات عالمية إلى أن كوكب الأرض يواجه في هذه الفترة موجة من الحرارة الاستثنائية — قد لا تكون محصورة في منطقة بعينها بل تشمل مناطق واسعة من القارات والمحيطات. 

منذ عام 2023، شهدت البشرية أ‎على درجات حرارة مسجلة وفق السجلات المناخية المتاحة، وقد تزامن ذلك مع خروقات شبه يومية لأرقام الحرارة القياسية عبر العالم. 

 ماذا تقول الأرقام

في عام 2024 سجل العالم — بحسب NASA — أعلى متوسط لدرجة حرارة سطح الأرض منذ بدء القياسات عام 1880، بزيادة قدرها نحو 1.47 درجة مئوية عن متوسط حقبة ما قبل الثورة الصناعية. 

البيانات الرسمية من World Meteorological Organization (WMO) تؤكد أن عام 2024 كان الأكثر حرارة في التاريخ، وأن السنوات العشر الأخيرة من الأكثر حرارة منذ عام 1850. 

في يناير 2025 — الشهر الذي طال الانتظار لمعرفة ما إذا كانت موجة التبريد الموسمية ستساهم في خفض الحرارة — تم تسجيل “أعلى حرارة يناير” على الإطلاق على المستوى العالمي، حسب بيانات مرصد Copernicus Climate Change Service. 

 كيف تبدو الحرارة عالمياً

هذا التوسع في درجات الحرارة لا يقتصر على منطقة أو قارة. فخلال السنوات القليلة الماضية شهدت أوروبا، آسيا، أمريكا، أفريقيا، وحتى مناطق القطب الشمالي والمتوسطات البحرية — ارتفاعات مفاجئة في الحرارة السطحية لساعات أو أيام، أحيانًا مترافقة مع جفاف أو موجات جفاف، وفي حالات أخرى مع فيضانات مفاجئة. 

كما أن المحيطات والبحار لم تسلم من التسخين؛ حرارة سطح البحر ارتفعت، ما يؤثر على النظام البيئي البحري ويزيد خطر الأعاصير وتغير أنماط الطقس. 

 ماذا يعني هذا للناس والكوكب

ارتفاع الحرارة بهذا الشكل الشامل والمتزامن يعكس أن ظاهرة الاحترار العالمي لم تعد مجرد توقع — بل واقع ملموس تتأثر به المجتمعات فورًا. تشمل التأثيرات:

موجات حر قاتلة تتسبب في وفاة وإصابات — خصوصاً لكبار السن، الأطفال، والذين يعانون أمراض مزمنة.

شح المياه، تدهور المحاصيل الزراعية، تأثير على الأمن الغذائي.

اضطرابات في الطقس: من حرّ شديد إلى فيضانات مفاجئة، مناخ متقلب — يغرق البعض بينما يعاني آخرون من تصحر وجفاف.

تراجع في التنوع الحيوي: فقدان مواطن أنظمة بيئية، موت شعاب مرجانية، ضعف الثلوج والأنهار الجليدية — ما يهدد حياة ملايين الكائنات.

ضغط مستمر على أنظمة البنية التحتية: طاقة، نقل، إسكان — خاصة في المناطق الحضرية المكتظة التي قد لا تتحمل حرارة قصوى مستمرة.