كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
كشفت دراسة علمية حديثة أجرتها UBC Sauder School of Business بجامعة كولومبيا البريطانية، أن استخدام الحركات اليدوية المقصودة أثناء الكلام يُعزّز من مدى إقناع المتحدث ومصداقيته لدى المستمعين.
ووفق تحليل 2 184 مقطع فيديو من محادثات «TED Talks» تم تحليلها باستخدام الذكاء الاصطناعي وتقنيات تحليل الفيديو، توصل الباحثون إلى أن المتحدثين الذين استخدموا حركات يد مُحكَمة – أكثر من مجرد إيماء بسيط – حقّقوا تفاعلًا أكبر من الجمهور، بما في ذلك زيادة «الإعجابات» على وسائل التواصل.
الدراسة كذلك طُبّقت في تجارب محكمة، حيث شاهد المشاركون فيديوهات لنفس النص لكن بمتحدثين مختلفين: أحدهما استخدم حركات يد واضحة والآخر قليلاً. النتائج أظهرت أن المتحدث «الحركي» حاز على تقدير أعلى من حيث الكفاءة والمصداقية، كما ارتفع قبول المنتج أو الفكرة التي كان يعرضها.
من بين أبرز ما توصّلت إليه الدراسة:
ليست كل الحركات متساوية: الحركات التي تُسمّى “Illustrators” – أي التي تُصوّر أو تُوضّح فكرة أو اتجاهًا أثناء الكلام – كانت الأكثر تأثيرًا.
الاستخدام المعتدل والمدروس أفضل من العشوائية أو الإفراط: تحرّك اليدين بشكل كبير جدًّا أو بدون تنسيق قد يقلّل من الأثر بدلًا من أن يزيده.
السياق مهم: في العروض الحيّة أو أمام جمهور كبير، تصبح الحركات اليدوية أكثر فعاليّة في نقل الرسالة وتقوية وعي المستمع بأن المتحدث «واثق» مما يقول.
ومعنى ذلك عمليا أنّ كل من يتطلّع إلى تحسين قدرته على الإقناع — سواء كان محاضرًا، أو مقدمًا، أو حتى موظف مبيعات — سيكون من المفيد أن يُدرج حركات يد مناسبة أثناء حديثه: مثلاً رفع اليد قليلاً عند التأكيد على نقطة مهمة، أو مدّ اليد نحو الجمهور عند طرح سؤال تحفيزي، أو استخدام اليدين معًا لتشكيل صورة لفظيّة تدعم الكلام.
أما الخلاصة فهي أن اليدين قد تكونان «أداة صامتة» قوية جدًا في التواصل؛ فحينما تتماشى الحركة مع الكلام — لا تفصل عنه — فإنها تعزّز الرسالة بطرق لا تُرى بالكلمات وحدها.
في ضوء هذه النتائج، يوصي الخبراء أن يتم تدريب المتحدثين على دمج الحركات اليدوية بشكل مدروس ضمن عروضهم، ضمن برامج لتطوير مهارات العرض والتقديم، مع تركيز خاص على التزام الحركات بالمعنى والنصيحة أن تكون طبيعية ومتناسقة مع الشخصية.


