كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
شنت قوات من جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم عدداً من المداهمات والاعتقالات في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، مستهدفة نطاقاً واسعاً من الأحياء والمناطق السكنية، ما أسفر عن وقوع جرحى وعمليات اقتحام واسعة للمنازل والمتاجر وتوقيف شبان وأطفال، حسب ما أفادت مصادر فلسطينية محلية.
بحسب بيانات نشرتها جهات حقوقية فلسطينية، فإن الحملة التي بدأت الليلة الماضية شملت عدداً من البلدات مثل يا باد، كُفْر ما ليك، سِلْوَاد، ورَامَ الله، حيث اقتحم الجنود والمستعربون المنازل في وقت متأخر من الليل، وداهموا المخازن والمتاجر، وصادروا تسجيلات كاميرات مراقبة، كما جرى سحب بعض السكان من منازلهم دون إصدار أوامر اعتقال رسمية في بعض الحالات.
في بلدة يا باد شمال رام الله، ذكرت المصادر أنها شهدت اقتحاماً واسع النطاق، تضمّن فرض إغلاق مؤقت للمنطقة، وطلبت العائلات إخلاء منازلها خلال وقت اقتحامها من قِبَل الجنود. في إحدى الحالات، تم اقتياد امرأة كبيرة في السن من منزلها في بلدة جنوب جنين، في محاولة – تقول المصادر – للضغط على نجلها لتسليم نفسه.
من جهة أخرى، صرّحت جمعية الأسير الفلسطينيين أنّ حملة الاعتقالات هذه تأتي ضمن ما وصفته بأنها «حملات منظمة من الإرهاب المنظّم» تستهدف عائلات الفلسطينيين المعتقلين، وتُنفّذ بمرافقة أساليب عنيفة تشمل التكسير، إطلاق نار حي، استخدام كلاب بوليسية، وتخريب الممتلكات.
إلى جانب ذلك، أظهرت تقارير حديثة أن عدد الحوادث التي تشمل اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين في الضفة الغربية سجل ارتفاعاً كبيراً، حيث وثّقت لجنة مقاومة الجدار والاستيطان نحو 2,350 حادثة اعتداء خلال الشهر الأخير، شملت مزيجاً من عمليات اقتحام، تدمير منازل، اقتلاع أشجار الزيتون، وقوع مواجهات واعتقالات.
وكان من بين أبرز الوقائع التي رُصدت: في بلدة كفر مالك، اندلعت اشتباكات عنيفة بين مستوطنين ومواطنين فلسطينيين إذ أضرم المستوطنون النار في سيارات ومنازل، ما دفع القوات الإسرائيلية للتدخل وأطلقوا النار، وأسفرت المواجهة عن مقتل ثلاثة فلسطينيين على الأقل.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه العمليات تتزامن مع استمرار النزاع الجاري بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، وكثيراً ما تُرى على أنها امتداد لتلك المواجهة إلى الضفة الغربية، مع تعاظم القلق من أن تكون المناطق الواقعة تحت السيطرة الفلسطينية عرضة لعمليات أمنية موسعة من الجانب الإسرائيلي ضمن ما يعتبره الفلسطينيون ترسيخاً للسيطرة.
من جانبها، لم تصدر حتى الآن بياناً موحداً من الجانب الإسرائيلي يشرح تفاصيل كل مداهمة أو الاعتقال، مكتفياً بتأكيدات عامة عن استمرار عملياته الأمنية لمواجهة “أنشطة إرهابية”، فيما السلطات الفلسطينية تتهمه بانتهاكات يومية بحق المدنيين.


