كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
في خطوة مثيرة للجدل ضمن تبادل الجثامين بين الجانبين في قطاع غزة، أعلنت مصادر طبية فلسطينية عن وصول دفعة جديدة مؤلفة من 15 جثماناً لضحايا فلسطينيين أفرجت عنهم السلطات الإسرائيلية عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وتعد هذه الدفعة جزءاً من الاتفاق الهدنـي الذي دخل حيّـز التنفيذ منذ 10 أكتوبر 2025، والذي ينصّ، بحسب المصادر، على أن تُسلّم إسرائيل 15 جسماً من الفلسطينيين مقابل كل جثمان يُعاد لـإسرائيل من جانب حركة حماس أو الأطراف المعنية.
أفادت المصادر بأن الجثامين وصلت إلى مجمع مستشفى ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوب القطاع، وذلك بعد إجراء إجراءات فحص وتوثيق أولية.
ورغم هذا التبادل، ما زالت الجهات في غزة تواجه صعوبة كبيرة في تحديد هوية غالبية الجثامين، إذ إن العدد الذي تم التعرف عليه لا يتجاوز 89 حالة من أصل نحو 300 جثمان تسلّمتها غزة حتى الآن.
ولم تخفِ المصادر الطبية وصفها لما لمسوه من علامات شنق وتوثيق وّاضحة على بعض الجثامين، ما يشي بأنها خضعت لفترات أسر أو اعتقال أو حتى تعذيب قبل الوفاة، بحسب البيان المذكور.
وتأتي هذه التبادل في وقت تتواصل فيه الاتهامات المتبادلة بين الجانبين بخرق الهدنة، خصوصاً أن استمرار تدخّل القوات الإسرائيلية والضربات داخل غزة لا يزال مصدر توتر رغم وقفٍ نسبي لإطلاق النار.
العملية تحمل دلالات إنسانية وأمنية مزدوجة: من جهة، ترمم بعض الجراح العائلية وتعيد بُعداً إنسانياً للرُّوح والكرامة؛ ومن جهة أخرى، تشكل مؤشراً على مدى تعقيد تنفيذ الاتفاقات وسط دمار واسع للوضع الصحي والبني التحتية في غزة وصعوبات تقنية في التعرّف.


