كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
أصدرت الحكومة الإسبانية تشريعًا جديدًا يقضي بفرض عقوبات مشددة تصل إلى السجن والغرامات المالية على من يقوم بإنشاء أو توزيع صور جنسية لقاصرين تم توليدها عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي، في خطوة تهدف إلى حماية الأطفال والمراهقين من الاستغلال الرقمي المتزايد.
وينص القانون على معاقبة أي شخص يقوم بتوليد صور أو فيديوهات مزيفة تحتوي على محتوى جنسي يخص قاصرين، حتى لو لم تكن الصور حقيقية أو لم تُستخدم بشكل مباشر، مع مراعاة أن تكون العقوبة متناسبة مع حجم الانتهاك، حيث تصل مدة الحبس إلى سنتين وغرامات مالية تصل إلى عشرات الآلاف من اليوروهات.
وأوضح وزير العدل الإسباني أن التشريع الجديد جاء استجابةً للتطورات التقنية الحديثة، التي جعلت من الممكن إنتاج محتوى رقمي مزيف يُظهر القاصرين في مواقف جنسية دون موافقتهم، ما يعرضهم لمخاطر نفسية وقانونية جسيمة، ويعد انتهاكًا صارخًا لحقوقهم.
وأشار مسؤولون في وزارة الداخلية إلى أن القانون يرفع سن الموافقة على معالجة البيانات الرقمية من 14 إلى 16 عامًا، ويضع عقوبات إضافية لكل من يقوم بنشر أو تداول هذا النوع من المحتوى عبر الإنترنت أو تطبيقات الهواتف الذكية، مؤكدين أن الهدف هو تحصين البيئة الرقمية للأطفال والمراهقين من أي استغلال محتمل.
وتأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة من الإجراءات التي اعتمدتها إسبانيا في السنوات الأخيرة لمكافحة الجرائم الرقمية المتعلقة بالقاصرين، بما في ذلك تنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي وتقنيات “ديب فيك” لضمان سلامة الأطفال وحماية خصوصيتهم، وتعزيز الرقابة على المنصات الرقمية التي قد تستغل هذا المحتوى.
وتؤكد السلطات الإسبانية أن أي مخالفة لهذا القانون ستُلاحق قضائيًا، وأن التعاون الدولي مطلوب لمواجهة تداول مثل هذه المواد عبر الحدود، نظرًا للطبيعة الرقمية للعقوبة وإمكانية الوصول إلى القاصرين في أي مكان.


