كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
في إطار خطاب له أمام اجتماع اقتصادي في واشنطن، أطلق دونالد ترامب تعليقاً لافتاً تجاه السُفيرة السعودية لدى الولايات المتحدة، الأميرة ريما بنت بندر آل سعود، قائلاً بطريقة فكاهية “لديك الكثير من المال حقاً” (in serious tone : “you’ve got a lot of cash, serious cash”) – مما أثار مزيجاً من الضحك والخشية بين الحضور.
جاء هذا التصريح ضمن حديث ترامب عن سياساته الاقتصادية والعلاقات الدولية، حيث أشار إلى أهمية الاستثمارات الأجنبية والعلاقات التجارية كعامِل رئيسي في تعزيز اقتصاد بلاده، مستخدماً حضور السفيرة السعودية كمثال رمزي لقوة الشراكة الأمريكية-الخليجية.
خلال كلمته في منتدى الأعمال في ميامي، تطرّق ترامب إلى موضوع الأسعار، ليشير إلى أن انخفاض أسعار البقالة في الولايات المتحدة سيساعد في تعزيز الاقتصاد «بشكل كبير». ثم لفت الانتباه إلى وجود السفيرة السعودية في الحضور، وأضاف ما يشبه المزاح: «لدينا الأميرة من السعودية – لديها الكثير من النقود، نقود جدية».
وتابع: «فهي لا تعتني بسعر التركي الذي سينخفض قليلاً». وكان حديثه هذا يُقصد به المزاح لكنّه أثار ردود فعل متباينة، بين من رأى فيه تأكيداً على أهمية الاستثمارات الخليجية، وبين من اعتبره إشارة إلى العلاقات الاقتصادية والسياسية بين واشنطن والرياض.
ما يلفت في المشهد هو توقيت الكلام: ففي حين أن ترامب يركّز على تقوية الجزء الاقتصادي من أجندته، فإن إشاراته إلى الاستثمار الخارجي والثروات الأجنبية ترسم خريطة للعلاقات الدولية لا تقتصر على الاتفاقات الرسمية فحسب، بل تشمل أيضاً “الرمزية” والدور الإعلامي في إبراز الشراكات.
كما أنّ مخاطبته للأميرة السعودية كذلك تُعدّ لفتة إعلامية واضحة، استُخدمت ضمن خطاب استعراضي موجه للعالم ولداخل الولايات المتحدة، يعبّر عن مدى الربط الذي يرغب فيه ترامب بين الاستثمار والهيمنة الاقتصادية.
وعلى الرغم من أن التصريح يبدو غير رسمي ومزيجاً من المزاح والسياق الاقتصادي، فإنّه يسلّط الضوء على كيفية استخدام السياسة الأمريكية للرمزية في العلاقات الخارجية، وكذلك كيف يرى ترامب أنّ “النقود” أو “التمويل” أصبحت جزءاً واضحاً من مفردات القوة الدولية.
من المنتظر أن تكون لهذه التصريحات انعكاسات لاحقة، لا سيما في العلاقات الأمريكية-الخليجية، وفِي كيفية قراءة الإعلام والمحلّلين لها. فبينما ينتظر البعض أن تكون مجرد نُكتة سريعة في خطاب سياسي، يرى آخرون أنّها إشارة لطبيعة “المعاملات” الاقتصادية والدبلوماسية التي تفضّل فيها واشنطن رؤوس الأموال الأجنبية وتحالفات الاستثمار.


