كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حول إمكانية شن ضربات جوية على نيجيريا جدلاً واسعاً داخل الولايات المتحدة وخارجها، خاصة بين قيادات البنتاجون، التي اعتبرت أن هذا التهديد جاء بشكل مفاجئ وغير متوافق مع الخطط العسكرية الحالية.
وأكد ترامب، في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام، أن السبب وراء تهديده العسكري يعود إلى ما وصفه بـ«قتل المسيحيين بشكل واسع» داخل نيجيريا، مطالباً بإعادة النظر في المساعدات الأمريكية المقدمة للحكومة النيجيرية، وإمكانية توجيه ضربات جوية أو إرسال قوات أمريكية إلى الأرض لمواجهة تلك الانتهاكات.
وجاءت هذه التصريحات بعد تصنيف نيجيريا ضمن الدول التي تشهد «انتهاكات دينية»، وهو تصنيف يضعها إلى جانب دول مثل الصين وروسيا وبورما، ما أثار مخاوف من تصعيد دبلوماسي وعسكري محتمل.
من جانبه، أعرب البنتاجون عن دهشته من تصريحات ترامب، مؤكداً أن مثل هذه القرارات لم تُدرج ضمن الخطط الرسمية للجيش الأمريكي، وأنه لا توجد حتى الآن أوامر تنفيذية واضحة. وأوضح مسؤولون في وزارة الدفاع أن الأمر خلق حالة من عدم اليقين داخل القيادة العسكرية الأمريكية، ما دفع إلى إعادة تقييم أولوياتها.
من ناحية أخرى، رفضت حكومة نيجيريا هذه التهديدات، ووصفتها بأنها «تكتيك ضغط سياسي» أكثر من كونها خطة عملية، مؤكدة أن النزاعات الداخلية في البلاد تشمل كل الطوائف وأن العنف لم يقتصر على المسيحيين فقط.
ويُعد هذا التهديد استثنائياً، إذ يسلط الضوء على التوتر بين السلطة السياسية في واشنطن والقيادة العسكرية، ويطرح تساؤلات حول تأثير التصريحات الرئاسية على السياسة الأمريكية الخارجية، خصوصاً في القارة الأفريقية التي تواجه تحديات أمنية كبيرة مثل جماعة بوكو حرام والنزاعات الطائفية.
ويشير مراقبون إلى أن إعلان ترامب وحده قد يكون كافياً لإحداث توترات دبلوماسية وعسكرية، ويعيد رسم العلاقات بين الولايات المتحدة ونيجيريا والدول المجاورة، كما قد يؤثر على جهود الاستقرار والأمن في غرب أفريقيا بشكل مباشر.


