كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
أعلنت كوريا الشمالية، اليوم الثلاثاء، وفاة كيم يونج نام، الذي شغل منصب الرئيس الشرفي للدولة لسنوات طويلة، وأحد أبرز الشخصيات السياسية التي واكبت عهود ثلاثة من قادة البلاد. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الكورية (KCNA) بأن كيم توفي عن عمر ناهز 97 عامًا بعد صراع مع المرض.
كيم يونج نام يُعد أحد أقدم المسؤولين في النظام الحاكم، حيث تولى منصب رئيس هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى منذ عام 1998 وحتى تقاعده في عام 2019، وهو المنصب الذي يُعتبر بمثابة رئيس الدولة الشرفي، بينما تتركز السلطة الفعلية في يد الزعيم كيم جونج أون.
وذكرت الوكالة أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون زار نعش الراحل لتقديم واجب العزاء، في إشارة واضحة إلى المكانة المرموقة التي كان يتمتع بها كيم يونج نام داخل هيكل الدولة. وأعلنت الحكومة تنظيم جنازة رسمية خلال الأيام المقبلة، يشارك فيها كبار مسؤولي الحزب الحاكم والجيش.
وعُرف كيم يونج نام بدوره البارز في تمثيل كوريا الشمالية في المحافل الدولية، وكان واجهة النظام الدبلوماسية في اللقاءات والقمم التي جمعت بلاده بقادة العالم، خصوصًا خلال فترات التقارب النسبي مع كوريا الجنوبية والولايات المتحدة. وقد وصفته وسائل الإعلام المحلية بأنه «رمز للولاء والثبات على مبادئ الثورة».
وكانت آخر ظهوراته العلنية في عام 2019 خلال اجتماعات المجلس الأعلى للشعب، قبل أن يبتعد تدريجيًا عن المشهد السياسي لأسباب صحية. وتعد وفاته نهاية مرحلة من تاريخ الدبلوماسية الكورية الشمالية، حيث كان آخر ممثل لجيل الثورة الأول الذي خدم مع مؤسس الدولة كيم إيل سونج.
وبحسب محللين، فإن رحيل كيم يونج نام يحمل دلالات رمزية أكثر منها سياسية، إذ يمثل اختفاء أحد أبرز وجوه الحقبة السابقة التي جمعت بين الانضباط الأيديولوجي والخبرة الدبلوماسية. وأكدوا أن النظام الكوري الشمالي سيسعى لتخليد ذكراه باعتباره أحد الشخصيات التي ساهمت في ترسيخ صورة الدولة على الساحة العالمية.
وقالت مصادر رسمية إن الحكومة الصينية أرسلت برقية تعزية إلى بيونج يانج عبّرت فيها عن «عميق الأسى» لوفاة كيم، مشيدةً بدوره في دعم العلاقات التاريخية بين البلدين.
وتأتي وفاته في وقت تشهد فيه كوريا الشمالية تحولات داخلية على مستوى القيادة والكوادر السياسية، ما يجعل رحيل كيم يونج نام بمثابة ختام لجيل كامل من رجال الدولة الذين شكّلوا ملامح النظام لعقود طويلة.


