كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الاثنين، أنّ مستشفيات القطاع قد استقبلت خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية عشرة شهداء، من بينهم شهيدان جُرّدا للتو من مقاعد الحياة، وثمانية شهداء تم انتشالهم من تحت الأنقاض، رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بتاريخ 10 أكتوبر 2025.
وبحسب البيان الصادر عن الوزارة، فإنّ هذا العدد يأتي ضمن حصيلة متفاقمة منذ تفعيل الهدنة، حيث ارتفع عدد الشهداء إلى نحو 238 شهيداً وأصيب نحو 600 آخرين نتيجة استمرار القصف الجوي والبري وعمليات التوغل الإسرائيلي في أحياء مكتظة بالسكان.
وأشارت الوزارة إلى وجود “عدداً من الضحايا تحت الركام” أو في الطرقات التي تمنع أجواء القتال وانقطاع الاتصالات والدخول المروري إلى المناطق المدمّرة من وصول فرق الطوارئ وأسحاق الجثامين.
كما لفتت إلى أنّها تسلّمت 45 جثماناً لشهداء جرى الإفراج عنها من قبل الجانب الإسرائيلي عبر وسيط دولي، ما رفع إجمالي عدد الجثامين المستلمة إلى نحو 270 جثماناً حتى الآن، وهو ما يُعدّ دلالة إضافية على استمرار انعدام الأمان حتى في إطار الهدنة المعلنة.
على الرغم من توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، فإنّ الأرقام المعلنة من وزارة الصحة تُظهر بوضوح أن خانة “السلام اللازم” لم تتحقّق فعلياً. فعدد الشهداء والجرحى لا يزال يتكدس، والهدوء الظاهري لا يعكس حقيقة الأزمة الإنسانية التي تبدّل وجه غزة يوماً بعد يوم.
وصف محلّلون هذا التطور بأنّه “خرق مستمر لكل أعراف الهدنة”، حيث يُنظر إلى استهداف الأحياء السكنية والمناطق التي يُفترض أنّها آمنة كمؤشر على أنّ “دعامة وقف إطلاق النار” لم تُبنى بعد. ويظهر البيان بأنّ وزارة الصحة تُعتبر مصدر البيانات الرسمية الوحيد تقريباً في ظروف تعذّر وصول المنظمات الدولية إلى بعض المواقع.
تتيح الحالة الحالية فرصة عاجلة لوقف فوري للتصعيد وتحقيق دخول مساعدات إنسانية دون قيود، بما في ذلك فتح ممرّات آمنة لفرق الإسعاف والانتشال.
الهجمات المستمرّة تضع ضغطاً دولياً متزايداً على قطاع غزة كلياً، وهو ما قد يؤدي إلى دعوات لتوسيع إسهام الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية في تنفيذ الحماية المدنية.
من الناحية الداخلية، يُعدّ هذا الوضع اختباراً لمدى قدرة الحكومة الفلسطينية والسلطة المحلية على الاحتفاظ بمصداقيتها أمام السكان، في وقت يحتاج فيه القطاع إلى “وقف تطورات الكارثة” قبل أن تتحول إلى وضع غير قابل للعودة.


