كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في تصريحات صحفية أن الولايات المتحدة بصدد نشر قوات على الأرض في نيجيريا، مع الإبقاء على خيار توجيه ضربات جوية ضد الجماعات المسلحة النشطة في مناطق محددة. وأكد ترامب أن القرار جاء استجابةً لتقارير عن تصاعد العنف ضد المدنيين المسيحيين في بعض المناطق النيجيرية، مشدداً على أن بلاده لن تتهاون في حماية مواطنيها والحفاظ على الاستقرار في المنطقة.
وقال ترامب للصحفيين على متن طائرته الرئاسية: «نحن مستعدون لإرسال قوات إذا لزم الأمر، لكن لدينا أيضاً القدرة على توجيه ضربات جوية دقيقة. الهدف هو حماية الأبرياء والتعامل مع التهديدات المسلحة بشكل فعال».
وتأتي هذه التصريحات بعد أن صنفت وزارة الخارجية الأمريكية نيجيريا ضمن قائمة الدول التي تشهد انتهاكات خطيرة للحرية الدينية، ما أثار قلقاً واسعاً حول تصاعد العنف الطائفي وتأثيره على السكان المحليين.
ردّت السلطات النيجيرية على التصريحات الأمريكية ببيان رسمي رفضت فيه التدخل المباشر، مؤكدة أن البلاد تواجه تهديدات أمنية تشمل كافة المواطنين بغض النظر عن الدين، وأن الحكومة تعمل جاهدة لمكافحة الجماعات المسلحة داخلياً، بالتعاون مع شركاء دوليين دون المساس بسيادة الدولة.
وأشار خبراء أمنيون إلى أن تهديد ترامب قد يشكل ضغطاً إضافياً على السلطات النيجيرية، وقد يدفعها لتكثيف العمليات الأمنية في شمال ووسط البلاد. بينما حذر محللون آخرون من أن أي تدخل أمريكي مباشر قد يؤدي إلى تصعيد عسكري معقد، ويزيد من حدة التوترات الإقليمية.
كما أوضحت تقارير أن الولايات المتحدة قامت مسبقاً بتقديم مساعدات عسكرية واستشارية للجيش النيجيري، لكن قرار نشر قوات على الأرض يمثل خطوة غير مسبوقة تتجاوز الدعم التقليدي. ويأتي ذلك في وقت يشهد فيه شمال ووسط نيجيريا سلسلة هجمات مسلحة على القرى، ما أسفر عن مقتل العشرات ونزوح الآلاف.
وفي ظل هذه التطورات، دعا مراقبون إلى الحوار الدولي المكثف لتجنب تفاقم الوضع، مطالبين بتعزيز المراقبة الدولية للحقوق الإنسانية وضمان عدم استهداف المدنيين في أي عمليات عسكرية محتملة.
يبدو أن المرحلة القادمة ستكون حاسمة في تحديد مسار السياسة الأمريكية تجاه نيجيريا، وما إذا كانت ستقتصر على الضربات الجوية أو تشمل نشر قوات برية لمكافحة الجماعات المسلحة مباشرة على الأرض.


