كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
تُواصل أبوظبي تسريع وتيرة دعم الشركات الناشئة والابتكارات التكنولوجية، مستفيدةً من بيئتها الاستثمارية المواتية والتشريعات المستحدثة التي تعزز من قدرتها على المنافسة العالمية في ما يعرف بعصر ما بعد النفط.
تشير أحدث البيانات إلى أن قطاع الذكاء الاصطناعي في الإمارة سجل نمواً بنسبة بلغت 61 ٪ خلال 12 شهراً، حتى يونيو 2024، ما يعكس قوة الدفع التي منحتها أبوظبي لمركبات الابتكار مثل الشركات الناشئة العاملة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة.
وفي إطار جهودها لتفعيل الدور الريادي للشركات الناشئة، جذبت منصة Hub71 في النصف الأول من 2025 ثلاث عشرة شركة ناشئة متخصصة في الذكاء الاصطناعي من خارج الدولة، ما رفع عدد الشركات ضمن منظومة Hub71 إلى 53 شركة. ولم تقف أبوظبي عند هذا الحدّ، بل وفّرت لهذه الشركات دعماً مالياً وتقنياً ومفتاح تسويق إقليمي وعالمي.
من جهة أخرى، دخلت الإمارة قطاعات الابتكار الصناعي والتقني بشكل مباشر: فعلى سبيل المثال، أصبحت مضمار السباقات في مضمار Abu Dhabi Autonomous Racing League مختبراً حقيقياً لاختبار أنظمة الدفع الذاتي والذكاء الاصطناعي المستخدمة في الحركة والتنقل، الأمر الذي يُسرّع انتقال الأفكار من مرحلة التطوير إلى التطبيق العملي في بيئة تنافسية عالية الأداء.
ما يجعل مسار أبوظبي مميزاً هو التزامها بالبنى التحتية والتمويل المؤسسي وتنمية الكوادر والإطار التشريعي الداعم، مما يعزز ثقة المستثمرين المحليين والدوليين. في هذا السياق، وُضعت الإمارة ضمن التقرير العالمي للاقتصاد المعرفي كأسرع نظام بيئي ناشئ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
يُتوقّع أن تؤتي هذه الجهود ثمارها ليس فقط في زيادة عدد الشركات الناشئة، بل أيضاً في توفير وظائف نوعية، وخلق صناعات مستقبلية ذات قيمة مضافة، وتعزيز صادرات التكنولوجيا والخدمات الذكية من أبوظبي إلى العالم. وإذا سارت الخطوات بشكل منسّق، فقد تصبح الإمارات، وعبر أبوظبي تحديداً، أحد أبرز مراكز الابتكار التقني في العقد القادم.


