كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
تصاعدت التوترات في إسرائيل حول قضية تجنيد الشباب الحريديين، حيث باتت الأزمة تتجاوز كونها مسألة قانونية أو عسكرية لتتحول إلى صراع وجودي يمس نسيج الدولة الاجتماعي والسياسي. الصحف العبرية وصفت الوضع بأنه اختبار حقيقي لقدرة إسرائيل على الحفاظ على وحدة المجتمع أمام الضغوط الداخلية والخارجية.
تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن نسبة الحريديين الذين يلتحقون بالخدمة العسكرية تراجعت بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، رغم الزيادة في أعداد الطلاب الدارسين في «اليسيڤا». في الوقت نفسه، لم يتجاوز الذين التحقوا فعلياً بالخدمة العسكرية 4% فقط من المجموع، مما أثار قلق السلطات السياسية والعسكرية.
تداعيات الأزمة السياسية
انسحبت بعض الأحزاب الحريدية من التحالف الحكومي احتجاجاً على محاولات فرض التجنيد، ما خلق حالة من عدم الاستقرار في الحكومة. الصحف العبرية شددت على أن هذه الأزمة ليست مجرد خلاف سياسي، بل مسألة وجودية تهدد التماسك الوطني وتعكس الانقسامات الاجتماعية العميقة بين مختلف الفئات في إسرائيل.
أبعاد الأزمة الاجتماعية والأمنية
الأمن الوطني: عبء إضافي على الجيش الإسرائيلي نتيجة عدم مشاركة فئة كبيرة في الخدمة العسكرية، في وقت تتصاعد فيه التحديات الإقليمية.
الديموغرافيا: المجتمع الحريدي ينمو بمعدل مرتفع، ما يضاعف الفجوة بين الواجبات الوطنية والنمو السكاني.
العدالة الاجتماعية: الشريحة العلمانية ترى أن الإعفاءات غير عادلة وتزيد من الاحتقان المجتمعي، ما يفاقم الانقسام بين الفئات المختلفة.
المآلات المستقبلية
إذا استمر الوضع على حاله، قد تواجه إسرائيل توترات سياسية ومجتمعية أكبر، وربما انتخابات مبكرة، وسط جدل محتدم حول كيفية موازنة الحقوق الدينية مع الالتزامات الوطنية. بعض المحللين يشيرون إلى ضرورة إيجاد حلول وسط تسمح بمشاركة الحريديين في الخدمة العسكرية دون الإخلال بقيمهم الدينية، لضمان وحدة المجتمع واستقرار الدولة.


