كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
عاد التوتر يتصاعد في منطقة جنوب لبنان، حيث شنّت القوات الإسرائيلية سلسلة غارات وبرّاً مدفعية استهدفت مقاطع متعددة قرب الحدود مع إسرائيل، في خرق واضح لهدنة سرت بعد أشهر من القتال المكثّف بين حزب الله والجيش الإسرائيلي.
وذكرت وزارة الصحة اللبنانية أن ضربة بطائرة مسيّرة أو برّية أدّت إلى مقتل مدنيّ واحد وإصابة سبعة آخرين، من بينهم نساء، في قرية “ميس الجبل” الواقعة في محافظة النبطية.
كما تلفّت رسائل الإخلاء التي أطلقتها إسرائيل لسكان عدد من القرى قبل الهجوم إلى استهداف واضح للبنية التحتية، إذ أفادت تقارير بأن أكثر من 300 آلية هندسية ومدرّعات دُمّرت في الطريق بين “ميس الجبل-بليدا” وما حولها.
تأتي هذه التطورات في وقت يعاني فيه الجنوب اللبناني من هشاشة أمنية متزايدة، إذ تجاوز عدد الانتهاكات للهدنة المُوقعة أواخر العام الماضي حدود الأربعة آلاف حالة بحسب بيان الجيش اللبناني.
خلفية الأزمة
الهدنة التي توسطت فيها الولايات المتحدة بُعيد حرب دامية استمرت نحو 14 شهراً بين إسرائيل وحزب الله، كانت تهدف إلى وقف إطلاق النار وإعادة انتشار الجيش اللبناني وتقليص وجود الميليشيات جنوب نهر الليطاني.
غير أن الهجمات الإسرائيلية المتكرّرة تُعدّ بمثابة رسالة بأن تل أبيب غير مُرتاحة بما تراه كـ«إعادة تسلّح» لحزب الله، بينما يرى المراقبون أن لبنان يُدفع إلى جولة جديدة من الصراع إن لم تُعالج الأسباب الجذرية.
تداعيات العملية الأمنية
تسبّب الهجوم الأخير في موجة نزوح واختناق مروري في القرى الحدودية، حيث اضطر السكان لمغادرة منازلهم بعد إنذارات إسرائيلية لإخلاء المناطق المحددة قبل الغارات.
تعرضت خطوط الكهرباء والمحولات إلى أضرار جسيمة، ما أدّى إلى انقطاع التيار عن مناطق واسعة في جنوب لبنان، ولا سيما في منطقتي صور والنبطية.
ردّ رئيس الوزراء اللبناني، نواف سلام، على الهجمات بإدانة رسمية، داعياً المجتمع الدولي إلى التدخّل العاجل ووقف إسرائيل عن «مواصلة العدوان» الذي يهدد بعودة واسعة للنزاع.
ما الذي ينتظر الجنوب؟
المحلّلون يرون أن المشهد يتجه نحو مزيد من التصعيد ما لم يُوقف هذا المسار، إذ أن كل غارة تُضاف إلى سجل الانتهاكات يمكن أن تُطيح بآليات الرقابة الدولية وتُعيد المنطقة إلى دائرة الحرب. ومع احتمالية أن تشكّل هذه الهجمات فاتحة لجولة جديدة من المواجهة، فإن المراجعة عاجلة من طرف لبنان وإسرائيل لمنع انهيار كامل للهدنة


