كتب : يسرا عبدالعظيم
«شوكولاتة دبي».. قوة ناعمة جديدة تعزّز حضور الإمارات عالميًا
فتحت تجربة «شوكولاتة دبي» – الحلوى التي نشأت في دولة دبي وإمارة الـالإمارات العربية المتحدة – بابًا جديدًا لـ «القوة الناعمة» الإماراتية، وصولاً إلى تشكيل «علامة ثقافية» تُعزّز حضور الإمارات في السوق العالمية. وقالت مجلة TIME إن هذه الشوكولاتة أصبحت “أحد أنجح قصص القوة الناعمة” التي حققتها الدولة الخليجية مؤخرًا.
من ابتكار محلي إلى طلب عالمي
بدأت القصة في عام 2021، عندما أسّست العربية‑البريطانية المصرية سارة حمودة مشروع Fix Dessert Chocolatier في دبي، بالتعاون مع الشيف الفلبيني نوييل كاتس أوماملين؛ حيث ابتكروا لوحًا من الشوكولاتة يمزج بين حشوة الفستق‑الطّحينة وخيوط الكنافة المقرمشة، ضمن قشرة شوكولاتة بالحليب.
منذ ذلك الحين، اجتاحت شوكولاتة دبي الأسواق العالمية – أوروبا، أميركا، آسيا – وانتشرت بفضل فيديوهات في تطبيقات التواصل الاجتماعي، خصوصًا تيك‑توك.
وجبة ثقافية وليس مجرد منتج استهلاكي: المجلة تؤكد أن الشوكولاتة نجحت في بناء «ارتباط إيجابي» مع الإمارات لدى المستهلك العالمي، من خلال طعم وتجربة ممتعة، وليس عبر حملات ترويج ضخمة فقط.
هوية متميّزة مرتبطة بالتُراث العربي: الشوكولاتة لا تخفي جذورها الشرقية – فهي تتضمن كمكونات الكنافة والفستق والطّحينة – مما يعكس ثقة ثقافية وقدرة على تقديم «ما هو مختلف ومميز».
اقتصاد إبداعي وتوسّع عالمي: المنتج أظهر كيف يمكن لفكرة بسيطة أن تنتشر وتتحول إلى ظاهرة تسويق عالمية، مما يعزز قدرة الإمارات على الخروج من إطار المنتج الخام إلى مصدّر تجارب وثقافة.
تحديات وفرص مستقبليّة
على الرغم من النجاح اللافت، ثمة أسئلة حول ما إذا كانت هذه الظاهرة مجرد «موضة مؤقتة» أم أنها ستتحول إلى مكانة دائمة في الأسواق العالمية. مجلة TIME أوضحت أن الاستمرارية تتطلّب العناصر التالية: جودة مستدامة، توسّع ذكي، والارتباط بالقيم العالمية مثل الاستدامة والابتكار.
كما وُثقت بعض الانتقادات الأوروبية تجاه بعض منتجات «شوكولاتة دبي» من حيث المكونات أو التسويق، لكن بشكل عام النجاح العالمي يعكس قدرة الإمارات على رسم صورة مغايرة ومكملة لدورها في السياحة والتجارة والاستثمار.
ما بدأ كمنتج محلي في دبي، تحول إلى علامة تجارية عالمية تُجسد رؤية الإمارات في توظيف الثقافة والابتكار كأدوات للنفوذ الناعم


