كتب : يسرا عبدالعظيم
النيابة العامة في باريس تكشف تفاصيل جديدة حول سرقة متحف اللوفر احد المشتبه بهم جزائري الجنسية
في تطور جديد لقضية سرقة متحف اللوفر التي هزت فرنسا والعالم، كشفت النيابة العامة في باريس أن أحد الموقوفين المشتبه بهم يحمل الجنسية الجزائرية ويعيش في فرنسا منذ عام 2010. هذه المعلومات تأتي ضمن التحقيقات المكثفة التي تجريها السلطات الفرنسية للوقوف على جميع ملابسات الحادث وتحديد المسؤولين عنه.
تعد السرقة التي طالت أحد أشهر المتاحف في العالم حادثة غير مسبوقة من حيث جرأتها وتعقيدها، مما دفع السلطات الفرنسية إلى تكثيف جهودها على مستويات متعددة، بما في ذلك التعاون مع أجهزة الأمن الأوروبية والدولية لملاحقة جميع المشتبه بهم وضمان استعادة المسروقات.
وتشير المصادر الرسمية إلى أن التحقيقات تتضمن دراسة دقيقة للسجلات الأمنية ومقاطع المراقبة بالفيديو، إضافة إلى متابعة الحركة المالية للمشتبه بهم، والتحقق من أي صلات محتملة بالشبكات الإجرامية المنظمة التي قد تكون وراء التخطيط لهذه العملية.
وبحسب النيابة العامة، فإن المشتبه به الجزائري الموقوف منذ سنوات يقيم بشكل قانوني في فرنسا، إلا أن التحقيقات تحاول تحديد ما إذا كان له أي تواطؤ سابق أو نشاط مشبوه قد يرتبط بالقضية. ويجري العمل على استجوابه وفحص علاقاته لمعرفة ما إذا كان هناك شركاء آخرون أو مساعدة خارجية في تنفيذ السرقة.
كما تعمل السلطات الفرنسية على تأمين جميع مقتنيات المتحف وتقييم أية ثغرات أمنية قد تكون ساهمت في وقوع الحادث، حيث أكدت إدارة المتحف أن إجراءات الحماية ستتخذ على الفور لتعزيز سلامة التحف الفنية ومنع تكرار أي محاولة سرقة مستقبلاً.
القضية أثارت ردود فعل واسعة في الأوساط الثقافية والفنية الفرنسية والدولية، إذ اعتبر خبراء الفن السرقة “جرماً ضد الثقافة الإنسانية جمعاء”، مؤكدين أن متاحف العالم معرضة لمثل هذه التحديات إذا لم تتطور أساليب الحماية والأمن بما يتواكب مع التكنولوجيا الحديثة وأساليب الجريمة المنظمة.
النيابة العامة شددت على أن التحقيقات ستستمر حتى استكمال جميع الأدلة وتقديم جميع المتورطين إلى العدالة، مؤكدة أن أي تعاون مع السلطات الدولية سيكون محورياً لاستعادة المسروقات وضمان عدم تهريبها خارج فرنسا.
هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها التي تطال متاحف كبرى، لكنها تمثل إنذاراً قوياً حول أهمية تعزيز الأمن في المؤسسات الثقافية وحماية التراث الفني والتاريخي، خصوصاً في متاحف عالمية مثل اللوفر الذي يحتضن آلاف الأعمال الفنية النادرة والثمينة.


