كتب : يسرا عبدالعظيم
صندوق الثروة السيادي الأكبر في العالم يسجّل أرباحًا بـ100 مليار دولار خلال ثلاثة أشهر
أعلن صندوق الثروة السيادي النرويجي، والذي يُعد الأكبر من نوعه عالميًا، عن تحقيق أرباحٍ استثنائية بلغت حوالي 102.6 مليار دولار (1.03 تريليون كرونة نرويجية) خلال الربع الثالث من العام 2025، بما يعادل عائدًا بنسبة 5.8% على محفظته الاستثمارية.
أسباب الأداء القوي
جاء الربح الكبير مدفوعًا بأداء قوي لأسواق الأسهم العالمية، خاصة في قطاعات المواد الأساسية، والاتصالات، والخدمات المالية.
تبلغ حصة الأسهم ضمن أصول الصندوق نحو 71.2%، في حين يبلغ نصيب السندات نحو 26.6%، ما يعكس تركيزًا على استثمارات رأسمالية عالية المخاطر والعائد.
ما وراء الأرقام
يُدار الصندوق من قبل مؤسسة “نمورس بانك إنفستمنت مانجمنت” ويستثمر الإيرادات الحكومية النرويجية المحصلة من النفط والغاز، في إطار رؤية لتحقيق تنويع اقتصادي وضمان طويل الأمد لأجيال المستقبل.
ورغم الربح القياسي، حذّرت إدارة الصندوق من أن مثل هذه المعدلات من العائد قد لا تكون مستدامة، نظرًا لتقلبات الأسواق المالية والاقتصادية العالمية.
أهمية هذا الإنجاز
يبرز هذا الأداء مدى فعالية استراتيجية الاستثمار طويل الأجل التي يتبعها الصندوق، والتي تجمع بين تنويع الأصول، والتزام الحوكمة، واستثمار العوائد النفطية لصالح التنمية.
كما يعكس الإقبال العالمي على الأصول عالية الجودة والربحية، ويُشير إلى أن الصناديق السيادية الكبيرة تتمتع بقدرة على تحمّل المخاطر وتحقيق أرباح كبيرة حتى في ظل تقلبات الأسواق.
بالنسبة للنرويج، فإن هذا الإنجاز يعني تعزيز قدرة الدولة على تمويل مشاريع الرفاه الاجتماعي على المدى البعيد، وتقليل الاعتماد على إيرادات النفط والغاز المحدودة الزمن.
أن تصل أرباح صندوق واحد — حتى لو كان الأكبر في العالم — إلى هذا المستوى خلال ثلاثة أشهر، فهذا مؤشر قوي على قوة الاقتصاد النرويجي، وكفاءة إدارة استثماراته، وحاجة الدول إلى خفض الاعتماد على مصادر الدخل الأحادية وتنويع محفظتها الاستثمارية.
وبينما تبدو الصورة مشجّعة، من المهم تذكير المستثمرين والجمهور بأن الأداء الاستثنائي ليس دائمًا مضمّنًا، الأمر الذي يتطلّب استمرار المتابعة وتحديث الاستراتيجية بما يتماشى مع تطورات الأسواق والاقتصادات العالمية


