كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
شهدت الأرجنتين، صباح اليوم، حادثًا مأساويًا جديدًا أعاد إلى الأذهان سلسلة الحوادث المرورية التي تشهدها البلاد من حين لآخر، بعدما سقطت حافلة ركاب كانت تقل عشرات الأشخاص في أحد الأنهار بإقليم خوخوي شمالي البلاد، مما أسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى والمصابين في مشهد مروّع هزّ الرأي العام المحلي.
ووفقًا لتقارير السلطات الأرجنتينية ووسائل الإعلام المحلية، فإن الحافلة كانت في طريقها من مدينة سان سلفادور دي خوخوي إلى بلدة لاباما، قبل أن تنحرف بشكل مفاجئ عن مسارها وتسقط من على جسر مرتفع داخل نهر “ريو غراندي”، ما أدى إلى انقلابها عدة مرات قبل أن تستقر غارقة جزئيًا في المياه.
وأشار شهود عيان إلى أن الحادث وقع في ساعة مبكرة من الصباح، بينما كانت الطرق زلقة بسبب الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة خلال الليلة الماضية، وهو ما يرجح أن يكون السبب الرئيسي في فقدان السائق السيطرة على المركبة. وأضاف بعض الناجين أن الحافلة كانت تسير بسرعة مرتفعة نسبيًا، ما فاقم من حجم الكارثة عند لحظة السقوط.
من جانبها، هرعت فرق الإنقاذ والدفاع المدني إلى موقع الحادث، بمساعدة عناصر من الشرطة والإطفاء، في محاولة لانتشال الضحايا والمصابين من داخل الحافلة الغارقة، وسط صعوبات بالغة بسبب سرعة تدفق مياه النهر. وتم نقل الجرحى إلى عدد من المستشفيات القريبة، بينما تم الإعلان عن وفاة أكثر من عشرين شخصًا حتى الآن، مع توقعات بارتفاع العدد في ظل وجود مفقودين لم يتم العثور عليهم بعد.
الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي أبدى حزنه العميق على ما حدث، ووجه بتشكيل لجنة عاجلة للتحقيق في ملابسات الحادث، كما أعرب عن تعازيه لأسر الضحايا، مؤكدًا أن الحكومة ستعمل على مراجعة إجراءات السلامة في الطرق ووسائل النقل العام للحد من تكرار مثل هذه المآسي.
بدورها، فتحت النيابة العامة تحقيقًا موسعًا لمعرفة الأسباب الدقيقة للحادث، سواء كانت مرتبطة بعوامل الطقس، أو بإهمال السائق، أو بعيوب فنية في الحافلة. كما جرى استدعاء مسؤولي شركة النقل المالكة للمركبة لتقديم تقارير فنية حول حالة الحافلة وصيانتها الأخيرة.
ويعد هذا الحادث من أسوأ الكوارث المرورية التي شهدتها الأرجنتين خلال العام الجاري، إذ تسلط المأساة الضوء من جديد على أزمة السلامة على الطرق في البلاد، حيث تسجل السلطات مئات الوفيات سنويًا بسبب الحوادث الناتجة عن السرعة الزائدة وسوء حالة الطرق الجبلية.
في الوقت نفسه، عبّر سكان المنطقة عن صدمتهم وحزنهم العميق، فيما انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور ومقاطع فيديو توثق لحظات تدخل فرق الإنقاذ وسط أجواء ملبدة بالحزن. وأطلق الأهالي دعوات لتشديد الرقابة على شركات النقل العام وتوفير بنية تحتية أكثر أمانًا في المناطق الجبلية التي تشهد مثل هذه الكوارث.
ومع استمرار عمليات البحث في النهر حتى اللحظة، تظل الحصيلة النهائية للحادث غير مؤكدة، لكن ما هو مؤكد أن الأرجنتين استيقظت اليوم على فاجعة إنسانية مؤلمة ستبقى عالقة في الذاكرة لسنوات قادمة.


