كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
في حديث نادر عن الذوق الفني والسينمائي، كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن إعجابه العميق بأحد الأفلام السوفيتية القديمة، واصفًا إياه بأنه “عمل خالد لا يُنسى”، لما يحمله من قيم إنسانية ورسائل وطنية ما زالت حاضرة في الوجدان الروسي حتى اليوم.
وخلال لقائه بعدد من الفنانين وصناع السينما في موسكو، تحدث بوتين عن الفيلم الذي وصفه بأنه “قطعة من روح الاتحاد السوفيتي”، مشيرًا إلى أن العمل يعكس ببراعة الروح الجماعية، والتضحية، وحب الوطن، وهي السمات التي ميّزت الشعب الروسي في أصعب فترات تاريخه.
وقال الرئيس الروسي في كلمته: “هناك أفلام لا يمر عليها الزمن، لأنها تعبّر عن جوهر الإنسان وتُذكّرنا بما يجعلنا روسيين بحق. لقد شاهدت هذا الفيلم أكثر من مرة، وفي كل مرة أشعر بنفس التأثير وكأنني أراه للمرة الأولى.”
ورغم أن بوتين لم يذكر اسم الفيلم بشكل مباشر، فإن وسائل إعلام روسية رجّحت أن يكون المقصود هو الفيلم السوفيتي الكلاسيكي “الكر والجنود” أو فيلم “اذهبوا وشاهدوا”، وهما من أبرز الأعمال التي تناولت الحرب الوطنية العظمى بواقعية مؤثرة، وجسّدا بطولات الجنود والمواطنين في مواجهة النازية.
وتداولت وسائل الإعلام الروسية تصريحات بوتين على نطاق واسع، مشيرة إلى أن الرئيس أراد من خلالها التأكيد على الدور الثقافي والفني في تشكيل الهوية الوطنية، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها روسيا حاليًا على الصعيدين الدولي والداخلي.
وأكد بوتين أن السينما ليست مجرد وسيلة ترفيه، بل هي “ذاكرة الأمة”، مشددًا على أهمية الحفاظ على التراث السينمائي السوفيتي وإعادة تقديمه للأجيال الجديدة بروح عصرية تحافظ على القيم ذاتها.
ويُعرف الرئيس الروسي بولعه بالأفلام الكلاسيكية والوثائقية التي تتناول التاريخ الروسي، وقد تحدث في أكثر من مناسبة عن تأثره بأعمال تناولت قصص التضحية والفداء في الحرب العالمية الثانية، والتي يرى فيها تجسيدًا للقوة الداخلية للشعب الروسي.
من جانبهم، رحب عدد من النقاد بتصريحات بوتين، معتبرين أنها تذكير بأهمية دعم الإنتاج السينمائي الوطني في مواجهة موجة العولمة الثقافية، مؤكدين أن إعادة الاهتمام بالفن السوفيتي الكلاسيكي يمكن أن تُسهم في تعزيز الوعي التاريخي والإنساني لدى الشباب الروسي.
وبينما أثارت تصريحات بوتين اهتمام رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أعاد البعض نشر لقطات من الأفلام التي يُعتقد أنه تحدث عنها، مصحوبة بتعليقات تعبّر عن الحنين إلى “زمن السينما العظيمة”، التي جمعت بين الرسالة الفنية والصدق الإنساني.


