كتب : دينا كمال
آثار مدمّرة في غزة.. تحذيرات أممية من أجيال تعاني تبعات الحرب
رغم توقف الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة وبدء مشاورات المرحلة الثانية من اتفاق إعادة الإعمار، إلا أن تداعيات الحرب التي استمرت لعامين ما زالت حاضرة بقوة، وسط تحذيرات دولية من أن آثارها ستستمر لأجيال قادمة.
وأفاد صندوق الأمم المتحدة للسكان بأن سوء التغذية بين النساء والأطفال سيترك آثارًا طويلة المدى على الصحة العامة في القطاع، مشيرًا إلى أن واحدًا من كل أربعة سكان في غزة يعاني من الجوع، بينهم أكثر من 11,500 امرأة حامل. كما يولد 70% من الأطفال بوزن منخفض أو خدّج، مقارنة بـ20% فقط قبل اندلاع الحرب في أكتوبر 2023.
وأوضح الصندوق أن ثلث حالات الحمل تُعد عالية الخطورة، مع ارتفاع في وفيات الأمهات نتيجة انهيار الخدمات الصحية. وأشار إلى أن 94% من المستشفيات تضررت كليًا أو جزئيًا، بينما توقفت 85% من المؤسسات الطبية عن تقديم خدماتها بسبب نقص الأدوية والكهرباء والمياه الصالحة للشرب.
من جانبها، أكدت منظمة الصحة العالمية الحاجة إلى سبعة مليارات دولار على الأقل لإعادة بناء النظام الصحي، مشيرة إلى أن 14 مستشفى فقط من أصل 36 ما زالت قادرة على العمل بشكل جزئي.
كما حذرت منظمة اليونيسف من “خطر ضياع جيل كامل” بعد تدمير 85% من المدارس في القطاع، واستخدام معظم ما تبقى كملاجئ للنازحين، مما يهدد بحرمان آلاف الأطفال من التعليم للعام الثالث على التوالي.
ووفق تقديرات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بلغت تكلفة إعادة إعمار غزة نحو 70 مليار دولار، في وقت تشير البيانات إلى تدمير أو تضرر 193 ألف مبنى، أي ما يعادل 78% من منشآت القطاع. كما قُدّر حجم الركام بنحو 61.5 مليون طن، وهو ما يستغرق سنوات لإزالته.
وفي السياق نفسه، حذرت الأمم المتحدة من وجود 7,500 طن من الذخائر غير المنفجرة داخل غزة، قد يستغرق التخلص منها أكثر من 14 عامًا، في وقت يعيش فيه آلاف الأطفال الأيتام دون رعاية بعد فقدانهم أحد الوالدين أو كليهما خلال الحرب.


