كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
تشهد ألمانيا تصاعدًا خطيرًا في أزمة المخدرات بين فئة الشباب، حيث تشير تقارير حديثة إلى زيادة ملحوظة في حالات التعاطي للمواد المخدرة، ما يثير القلق بشأن تأثيراتها الصحية والاجتماعية على المدى الطويل.
وأفادت هيئة الإحصاء الألمانية ووزارة الصحة أن عدد حالات التعاطي ارتفع بنسبة تجاوزت 20% خلال العامين الماضيين، مع تسجيل عشرات الوفيات الناتجة عن جرعات زائدة، في حين أظهرت دراسة وطنية حديثة أن المخدرات الصناعية والكيميائية أصبحت الأكثر انتشارًا بين المراهقين والشباب في المدن الكبرى.
وأشار خبراء إلى أن تفشي هذه الظاهرة يعود جزئيًا إلى ضعف الرقابة على شبكات التوزيع، إضافة إلى تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي التي ساهمت في سهولة الحصول على المخدرات، وانتشار ثقافة الانخراط في التجارب الخطرة دون وعي بالمخاطر الصحية والنفسية.
كما أشار التقرير إلى ارتفاع معدلات الجرائم المرتبطة بالمخدرات، بما في ذلك السرقة والاعتداءات، حيث أصبح الكثير من الشباب مدمنًا على هذه المواد ويبحث عن طرق للحصول عليها، ما يزيد الضغوط على أجهزة الشرطة والخدمات الاجتماعية.
وفي محاولة للحد من الأزمة، أعلنت الحكومة الألمانية عن إطلاق حملات توعية مكثفة تستهدف المدارس والجامعات، مع التركيز على توضيح المخاطر الصحية والنفسية للتعاطي، بالإضافة إلى تقديم برامج دعم نفسي وعلاجي للشباب المدمنين وإشراك العائلات في جهود الوقاية.
وقال وزير الصحة الألماني في تصريحات صحفية إن بلاده تواجه “مرحلة حرجة تتطلب تعاونًا شاملًا بين السلطات التعليمية والصحية والأمنية”، مؤكدًا أن العمل الجماعي هو الحل الوحيد للحد من تفشي هذه الأزمة وحماية الشباب.
ويحذر مختصون من أن استمرار ارتفاع أعداد المدمنين بين الشباب سيؤدي إلى زيادة الضغط على النظام الصحي الألماني، كما سيترك آثارًا طويلة الأمد على المجتمع والاقتصاد، مؤكدين أن الأزمة الحالية تتطلب إجراءات عاجلة وحاسمة قبل أن تتفاقم بشكل أكبر.


