كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
كشفت مصادر ميدانية وإعلامية عن مقتل أكثر من 320 عنصرًا من ميليشيات حزب الله منذ توقيع وقف إطلاق النار الأخير، في مؤشر يعكس استمرار تداعيات المواجهات المسلحة في مناطق النفوذ اللبنانية والسورية، رغم الإعلان الرسمي عن تهدئة نسبيّة في خطوط الاشتباك.
وأوضحت المصادر أن هذه الخسائر تشمل عناصر قُتلوا خلال غارات جوية ومواجهات برية محدودة، إضافة إلى تفجيرات واستهدافات متفرقة استهدفت مواقع تابعة للميليشيات، مؤكدة أن عدد الجرحى أعلى بكثير، لكن الأرقام لم تُعلن رسميًا. وأشارت المصادر إلى أن هذه التطورات تؤكد أن وقف إطلاق النار لم يترجم بعد إلى تهدئة فعلية على الأرض، مع استمرار تبادل الهجمات بين الأطراف المختلفة في المنطقة الحدودية.
من جهتها، لم يصدر حزب الله أي بيان رسمي حول حجم الخسائر، لكنه شدد في مناسبات سابقة على أن قواته “جاهزة للدفاع عن لبنان والمقاومة في أي مواجهة”، في تصريحات تهدف إلى رفع معنويات عناصره وتأكيد استمرار نفوذه العسكري والسياسي في الساحة اللبنانية.
وفي السياق ذاته، أشار محللون إلى أن هذه الخسائر الكبيرة قد تؤثر على القدرة القتالية للميليشيا، خاصة فيما يتعلق بتوزيع العناصر على مواقع استراتيجية على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية، فضلاً عن زيادة الضغوط الداخلية على الحزب بسبب الأعباء البشرية والمالية الكبيرة.
ويأتي هذا الإعلان في وقت تتواصل فيه جهود دولية وإقليمية لتثبيت وقف إطلاق النار وتقليل التوترات بين الأطراف المتصارعة، فيما تحذر تقارير أمنية من أن أي تصعيد جديد قد يفتح الباب لمواجهة أوسع تشمل القوى الإقليمية والدولية.
وبحسب مراقبين، فإن استمرار الخسائر البشرية في صفوف حزب الله يعكس هشاشة الوضع الأمني في المنطقة، ويشير إلى الحاجة الملحة لإعادة النظر في آليات التهدئة وتحقيق استقرار طويل الأمد، لضمان عدم انزلاق لبنان والمناطق المجاورة إلى أزمات جديدة قد تزيد من تدهور الوضع الإنساني والسياسي في المنطقة.
كما يلفت خبراء إلى أن الإعلام الدولي يولي اهتمامًا كبيرًا بهذه التطورات، مع مراقبة تأثيرها على السياسات الإقليمية والدولية، خاصة في ظل الأزمات المتشابكة في الشرق الأوسط التي تشمل النزاع السوري والأوضاع في لبنان وفلسطين، مما يجعل أي مواجهة محتملة بين الأطراف المسلحة خطيرة على الصعيد الإقليمي.


