كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
شهدت الأراضي الفلسطينية تصعيدًا جديدًا في العنف اليوم الجمعة، حيث ارتقى ثلاثة فلسطينيين شهداء في مدينة نابلس جراء إصابات مباشرة برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال مواجهات اندلعت في محيط المخيمات والبلدات الفلسطينية، فيما أدى انفجار مخلفات عسكرية غير منفجرة إلى إصابة عدة أشخاص في قطاع غزة، في حادثة تضاف إلى سلسلة الحوادث المأساوية التي يشهدها الفلسطينيون يوميًا.
وأفادت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اقتحمت مناطق متفرقة من نابلس، وأطلقت النار صوب شبان فلسطينيين خلال مواجهات في بلدة سبسطية ومخيم بلاطة، ما أسفر عن استشهاد ثلاثة شبان وإصابة آخرين بجروح متفاوتة، تم نقلهم إلى المستشفيات القريبة لتلقي العلاج. وأضافت المصادر أن العشرات من المواطنين أُصيبوا بحالات اختناق جراء استخدام الاحتلال للغاز المسيل للدموع لتفريق التجمعات.
وفي قطاع غزة، أصيب عدد من المدنيين بجروح مختلفة نتيجة انفجار مخلفات عسكرية من مخلفات العمليات السابقة، حيث وقع الانفجار في منطقة رفح الجنوبية أثناء قيام الأطفال والبالغين بمحاولة جمع بقايا الحديد والأسلحة القديمة، بحسب شهود عيان. وأوضح الدفاع المدني في غزة أن الحادث أسفر عن إصابة خمسة أشخاص نقلوا إلى المستشفيات لتلقي العلاج، فيما أشار إلى استمرار الخطر الناتج عن هذه المخلفات المنتشرة في مناطق متفرقة من القطاع.
من جانبه، أدان الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية استمرار “الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على المدنيين”، محملاً قوات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الفلسطينيين، مطالبًا المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف الانتهاكات وحماية المدنيين، خاصة الأطفال والنساء.
كما أعربت الفصائل الفلسطينية عن إدانتهم الشديدة للانتهاكات، مؤكدة أن استمرار الاعتداءات وتهديد حياة المدنيين يزيد من الاحتقان ويهدد بإشعال مواجهات أوسع، فيما دعا بعض القادة الفلسطينيين إلى تكثيف الجهود لإزالة المخاطر الناتجة عن المخلفات العسكرية في غزة حفاظًا على حياة الأهالي.
وتأتي هذه الأحداث في ظل استمرار عمليات الاقتحام الإسرائيلية اليومية للمدن الفلسطينية، وارتفاع حدة المواجهات في الضفة الغربية، إلى جانب تزايد الحوادث الناتجة عن مخلفات الحروب السابقة في غزة، مما يزيد من معاناة المدنيين ويهدد الأمن والاستقرار في المناطق الفلسطينية.
ويحذر محللون من أن تصاعد العنف وارتفاع أعداد القتلى والجرحى قد يؤدي إلى موجة جديدة من الاحتجاجات والمواجهات، في وقت تظل فيه جهود المجتمع الدولي ضعيفة نسبيًا في الحد من الخروقات المتكررة لقواعد القانون الدولي وحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية.


