كتب : دينا كمال
الدولار يرتفع ترقبًا لبيانات التضخم الأمريكية
سجل الدولار الأمريكي ارتفاعًا طفيفًا اليوم الجمعة، متجهًا نحو تحقيق مكاسب أسبوعية محدودة مقابل العملات الرئيسية، في ظل انتظار الأسواق صدور بيانات التضخم في الولايات المتحدة، والتي يُرجّح ألا تُثني مجلس الاحتياطي الفيدرالي عن خفض أسعار الفائدة الأسبوع المقبل.
وعادت المخاوف بشأن الحرب التجارية بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنهاء جميع المباحثات مع كندا، واصفًا تصريحات سابقة للرئيس الأسبق رونالد ريغان حول الرسوم الجمركية بأنها “احتيالية”.
وتراجع الدولار الكندي قليلاً إلى 1.4015 مقابل العملة الأمريكية خلال التعاملات الآسيوية، بينما ظل رد فعل الأسواق محدودًا نسبيًا. ولا يزال اهتمام المستثمرين منصبًا على اللقاء المرتقب بين ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ الأسبوع المقبل في كوريا الجنوبية، وسط آمال بأن يسفر الاجتماع عن تقدم في حل النزاع التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم.
وقال بن بينيت، رئيس استراتيجية الاستثمار في آسيا بشركة “إل آند جي” لإدارة الأصول، إن “التوقعات مرتفعة للغاية بشأن لقاء ترامب وشي، مع احتمالية كبيرة لتهدئة محدودة بعد اجتماعهما المباشر”، مضيفًا أن التصعيد مع كندا ربما يكون جزءًا من استراتيجية تفاوضية أوسع.
وينتظر المستثمرون صدور مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي لشهر سبتمبر، والمتوقع أن يُظهر ارتفاعًا بنسبة 0.4% في التضخم العام و0.3% في التضخم الأساسي على أساس شهري.
ورغم أن هذه البيانات لا يُتوقع أن تغيّر من توجه البنك المركزي الأمريكي نحو خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الأسبوع المقبل، فإنها قد تُعطي مؤشرات على تحركاته في اجتماع ديسمبر المقبل. ويتوقع المتعاملون خفضًا آخر للفائدة في نهاية العام.
وانخفض اليورو بنسبة 0.11% إلى 1.1606 دولار، متجهًا لتراجع أسبوعي يقارب 0.4%، بينما استقر الجنيه الإسترليني عند 1.3322 دولار بانخفاض أسبوعي نحو 0.9%. وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية، بنسبة 0.37% خلال الأسبوع ليصل إلى 99.04 في أحدث التداولات.
وأدت العقوبات الأمريكية الجديدة على شركتي النفط الروسيتين “روسنفت” و”لوك أويل” إلى ارتفاع أسعار النفط، بعد إجراءات مماثلة من بريطانيا الأسبوع الماضي، ما انعكس على العملات المرتبطة بواردات الطاقة مثل الين الياباني.
وتراجع الين إلى أدنى مستوى له في أسبوعين مسجلًا 152.96 مقابل الدولار، في حين أظهرت بيانات يابانية استمرار التضخم الأساسي فوق هدف البنك المركزي البالغ 2%، مما يُبقي على التوقعات برفع الفائدة خلال الفترة المقبلة.
وأشارت المحللة “مين جو كانج” من بنك “آي.إن.جي” إلى أن توقيت رفع الفائدة في اليابان لا يزال غير محسوم، موضحة أن أغلب أعضاء البنك المركزي يتوخون الحذر مع تصاعد التوترات التجارية والظروف الاقتصادية الأمريكية. وأضافت أن السيناريو المرجح هو الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير حتى اجتماع ديسمبر المقبل.


