كتب : يسرا عبدالعظيم
الحكومة الليبية تتهم بعثة الأمم المتحدة بتجاوز صلاحياتها والتدخل في الشأن الداخلي
اتهمت الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، بقيادة الممثلة الخاصة هانا تيتيه، بـ”تجاوز صلاحياتها والانحراف عن مهامها الأممية”، معتبرة أن سلوك البعثة يشكل مساسًا بالسيادة الوطنية وتدخلاً مباشراً في الشؤون الداخلية للبلاد.
وفي بيان رسمي وُجه إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومجلس الأمن الدولي، أعربت الحكومة برئاسة أسامة حمّاد عن استنكارها الشديد لما وصفته بالتجاوزات المتكررة للبعثة، مؤكدة أن دورها الاستشاري تحوّل إلى تدخل في ملفات سيادية حساسة، على رأسها المفوضية العليا للانتخابات وتشكيل الحكومة.
وأضاف البيان أن هذه التصرفات تمثل “انحرافًا خطيرًا عن مهام البعثة المنصوص عليها في قرارات مجلس الأمن”، مشيراً إلى أن مثل هذه الممارسات من شأنها إضعاف الثقة بين السلطات الوطنية والمؤسسات الدولية، وتقويض الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار السياسي والانتخابات المنتظرة.
وأكد رئيس الحكومة أسامة حمّاد تمسك حكومته بمبدأ الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشأن الداخلي الليبي، مشدداً على أن أي دعم دولي يجب أن يتم في إطار احترام السيادة الوطنية ووحدة الأراضي الليبية. ودعا الأمم المتحدة إلى إعادة تقييم أداء بعثتها في البلاد، وضمان التزامها بالحياد المهني وميثاق المنظمة الدولية.
وتأتي هذه الاتهامات في ظل توتر متصاعد بين الحكومة المكلفة من مجلس النواب في الشرق والبعثة الأممية، على خلفية مساعي الأخيرة لتوحيد المؤسسات الليبية ودفع العملية السياسية نحو إجراء انتخابات شاملة، وهي الجهود التي ترى الحكومة أنها تتجاوز صلاحياتها وتخدم أجندات خارجية.
في المقابل، لم تصدر البعثة الأممية حتى الآن تعليقًا رسميًا على هذه الاتهامات، بينما تؤكد في بياناتها السابقة أنها تعمل بشكل “محايد ومتوازن” لدعم المسار السياسي الليبي وفق قرارات مجلس الأمن الدولي.


